الرسالة التي أربكت المجتمع

TT

«عزيز لديك، لديه حالة طبية طارئة، لا ترتبك.. تعلم معنا». ذلك نص الرسالة التي أربكت شريحة كبيرة من المجتمع السعودي المشترك في الهاتف النقال مساء الأربعاء الماضي، فلقد تلقى الكثير من الناس هذه الرسالة الغامضة المذيلة بجهة الإرسال: www.call997.com

وقد تسببت هذه الرسالة في إثارة القلق لدى الكثيرين، فليس كل المتلقين لتلك الرسالة على درجة واحدة من الوعي والهدوء والسيطرة على النفس، خاصة وأن رقم 997 ارتبط في أذهان الناس بأنه رقم خاص بالطوارئ، والإسعاف، ولكم أن تتصوروا حجم الوساوس التي قادت الناس إلى تصور الأسوأ..

وأخال الرقم 997 لم يهدأ مساء الأربعاء من تلقي الاتصالات الفزعة التي لم تفهم المقصود من الرسالة التعميمية، وظنتها رسالة خاصة تتصل بعزيز لديهم، فراحوا يستفسرون في وجل عن العزيز «الذي لديه حالة طارئة»..

وللأسف فإن جمعية الهلال الأحمر السعودي ارتكبت خطأ فادحا في حق الناس حينما قامت بتوجيه هذه الرسالة الغامضة المربكة، التي أجزم أن معدها يفتقر إلى اللياقة واللباقة، بل والمهارة اللازمة لتوجيه مثل هذه الرسائل التوعوية، فلا أحد يخاطب الناس بعبارة: «عزيز لديك لديه حالة طبية طارئة، لا ترتبك»، فتوجيه مثل هذه الرسائل التي تخاطب شرائح كبيرة من المجتمع يفترض أن يعدها مختصون في مخاطبة الرأي العام، ومن أولى اشتراطات هذه الرسائل أن تكون شديدة الوضوح، وغير قابلة لخطأ الفهم والتفسير والتأويل، وأن تتسم بالفأل الحسن، وليس على طريقة «عزيز لديك لديه حالة طارئة»..

وكأني بجمعية الهلال الأحمر قد أدركت الخطأ في رسالتها تلك، فقامت بإرسال رسالة أخرى في الرابعة من فجر الخميس، بعد حوالي خمس ساعات من رسالة القلق في محاولة لإصلاح ما أفسدته الرسالة الأولى، إذ جاء نص الرسالة الثانية كالتالي: «كيف تتصرف في الحالات الإسعافية؟.. تعلمها في موقعنا»، وليتها فعلت ذلك منذ البدء بدلا من تعكير إجازة نهاية الأسبوع على الكثيرين..

ووسط كل سلبيات الرسالة ومساوئها فإن ثمة حسنة واحدة يمكن أن تسجل لها، فلقد قادتني إلى الدخول إلى موقع جمعية الهلال الأحمر السعودي على الإنترنت، وتصفح مكوناته، وفيها الكثير مما يمكن أن يستفاد منه فيما يتصل بحالات الإسعاف، والأدوات الإسعافية، وصحة المرأة والطفل، وغيرها..

أمنياتنا لمجتمعنا برسائل أجمل وأعذب من رسائل الهلال الأحمر.

[email protected]