رئيسة بنسلفانيا!

TT

شكرا يا بنسلفانيا! كم كان الفوز الذي أعطيتني إياه رائعا! انه التقدم بـ 10% على باراك أوباما. قد يكون 9.2% إذا أصررتم على الدقة. لكنهم قالوا إنه كان علي أن أفوز بفارق يتكون من رقمين إذا كنت أريد إبقاء حملتي على قيد الحياة، وأظن أن نسبة 9.2 تتكون من رقمين. وأنا ما زلت حية! ونشطة! كي استمر في رفس وعض وصفع منافسي باستمرار.

أعرف أن الخبراء يقولون الآن إن أكثر استطلاعات الرأي أظهرتني متقدمة بما يقرب من 25% في بنسلفانيا قبل عدة أشهر. لكن هل هي غلطتي إذا بات الناس لا يحبونني الآن مثلما كانوا يفعلون سابقا؟ بل الفضل لي أنهم هناك لم يعودوا أوباما بنفس النسبة السابقة. كذلك فأنا استحق قليلا من الثناء على كل هذا!

من قال إن الانتخابات يجب أن تكون منافسات شعبية؟ نعم أنا قرأت أن الأميركيين يرون أوباما أجدر بالثقة مني، وأكثر صدقا وواقعية مني، وحسب استطلاعات الرأي فإن أكثرية الديمقراطيين يرون أنه يجب أن يكون هو المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي. لكن من يحتاج إلى كل ذلك؟ لا يحتاج الرؤساء أن يتمتعوا بشعبية! انظروا إلى جورج دبليو بوش. أنتم تعرفون أن ما أريده حقا هنا هو التحدث عن سوء الفهم الذي يتمتع به الكثيرون حول هذا السباق. يظن الناس أن خصمي تقدم في الانتخابات علي لأنه يمتلك «مندوبين أكثر» وأصواتا أكثر وولايات أكثر مني. لكن هل سنسعى إلى تحديد أهمية هذا السباق على أسس كهذه؟

فلنبدأ بالمندوبين! فإلى أي حد يكون الأمر عادلا أن يتم اختيار المرشح الديمقراطي بواسطة مندوبين منتخبين؟ بالتأكيد هذا مبدأ وضعه الحزب الديمقراطي؟ لكن دعوني أسألكم: هل هذا بلد المبادئ؟ انظروا إلى الرئيس الحالي ثانية. هل هو يلتزم بأي من المبادئ؟ بالقوانين؟ إنه لا يلتزم بأي شيء. إنه يؤمن بالقوة، وكان واضحا بأنه لن يلتزم حتى بالقوانين التي يقرها الكونغرس حينما يمارس الامتيازات الممنوحة لأي رئيس أميركي بالضد مع رأي الأغلبية في الكونغرس. وعلى أساس هذه الفكرة دعوني أذكركم بأمر يتعلق بالمندوبين المضمونين: ببساطة أن تقطع عهدا بأمر ما لا يعني أن عليك الالتزام به.

على سبيل المثال: أنا تعهدت في أغسطس 2007 بعدم المشاركة في الانتخابات داخل الولايات التي تكسر قواعد الحزب الديمقراطي عن طريق إجراء انتخابات أولية مبكرة مثلما حدث في فلوريدا ومشيغان بينما التزم أوباما بكلمته وانسحب، وهذا يكشف لكم كم هو ساذج. لذلك فإنكم إذا حسبتم أصوات هاتين الولايتين لا يصبح أوباما متقدما في الشعبية. وأنا سأدخل أرقام هاتين الولايتين حتى إذا رفض الآخرون القيام بذلك. بالتأكيد، يزعم خصمي أنه كسب ولايات يبلغ عددها ضعف الولايات التي كسبتها. لكن ما الذي يجعل هذه الولايات متميزة؟ أنا فزت بـ 42 صوتا في ساموا الاميركية. كذلك علينا ألا ننسى أن أكثر انتصارات أوباما جاءت في ولايات نظمت مؤتمرات حزبية وصوتت من خلالها عبر ناشطي الحزب الذين لا يدعمونني، إذن كيف يكون ذلك عادلا؟ وأولئك المعارضون لي يسألون إن كنت أمتلك استراتيجية للفوز؟ والجواب نعم. فرسالتي يمكن اختصارها هكذا: ايها المندوبون الكبار..لا تهتموا باستطلاعات الرأي أو نتائج انتخابات الولايات الأولية. هناك طرائق أفضل وأكثر مناسبة كي تقرروا كيفية اختيار الفائز. أيها المندوبون الكبار، الأمر متعلق بكم. هل ستسمحون لعوامل عشوائية مثل المندوبين المنتخبين والانتخابات الفرعية ان تؤثر على قراراتكم؟ أم أنكم ستقومون بالتركيز على أهم قضية وهي أنني يجب أن أكون رئيسة؟

تذكروا، أنه بغض النظر عن أي شيء، فإنني سأكون رئيسة بنسلفانيا.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»

ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»