هذه الكلمة لا مرادف لها

TT

هناك تعبير إيطالي يقول إن الترجمة (تجرمة) وهي كلمة عامية مصرية بمعنى الجريمة. فالذي يترجم لا يستطيع أن ينقل بالضبط ما جاء في اللغة الأصل إلى اللغة الثانية. وإن كانت لبعض المترجمين قدرات فذة. فالشاعر الألماني جيته عندما قرأ الترجمة الفرنسية لروايته «فاوست» قال إنني لم أفهم نفسي إلا من هذه الترجمة!

هل كان صادقاً؟ هل كان مجاملا؟ والأستاذ العقاد عندما قدم صديقه وزميله الأستاذ عبد القادر المازني للمجمع اللغوي امتدح نثره وشعره ولكنه أشاد بقدرته الفريدة على الترجمة ـ هل أضاف إلى صفاته شيئاً أو أنه انتقص منها شيئاً ببراعته في نقل أفكار الآخرين؟!

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة تلك الخناقة التي دارت في الكنيست بعد أن ألقى الرئيس السادات خطابه الشهير وكان السبب هم المترجمين إلى اللغة العبرية..

وقد حدث أن أخطأ المترجم الروسي في ما يقوله الرئيس نيكسون للزعيم خروشوف فقال له خروشوف: إن المترجم حمار.. وفوجئ نيكسون بأن المترجم يقول: المترجم حمار!

وبعض الكلمات أو التعبيرات في اللغة العربية أو في اللغات الأوروبية ليس من السهل ترجمتها.. ففي مؤتمر انعقد قبل سفرنا إلى دمشق والقدس وبيروت سنة 1955 حضره السيد كمال الدين حسين وزير التعليم في ذلك الوقت. قال الوزير لا توجد كلمة في اللغة العربية مرادفة لكلمة جنتلمان الإنجليزية. وحاولنا.. وفجأة أعلن الأديب الرومانسي محمد عبد الحليم عبد الله أن الكلمة المناسبة تماماً هي: بهلول فالرجل بهلول أي جنتلمان..

طبيعي أن نضحك ولكنها هي الكلمة المناسبة.

ويقول لنا الأستاذ العقاد إنه لا توجد في الإنجليزية ولا الفرنسية ولا الألمانية كلمة ترادف «الحقد» فالحقد عندنا نحن وبس!