ولا يهمني هذا التاريخ !

TT

جاء يسألني عن التي أحبها العقاد وطه حسين والحكيم والشعراء رامي وصالح جودت وإبراهيم ناجي وعلي محمود طه والفنانون عبد الوهاب وعبد الحليم والأدباء إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس. وأنا أعرف تماماً ولكن ليس مألوفاً أن نقول فأدب الاعترافات ليس مفتوح الأبواب والنوافذ يتسلل إليه ويتلصص عليه أي إنسان في أي وقت. ولولا أن الحكيم قد حدثني عن حب طه حسين وعن غرامه هو ما عرفت. وعرفت غراميات العقاد وبقية الشعراء المصريين والأدباء أيضاً والفنانين، ولكن ليس لائقاً في الأدب العربي الحديث أن نقول وأن يقال إن. كان شعراؤنا القدامى يتباهون ويتباكون أيضاً ولا أحد يعرف كم عدد المجانين الذين أحبوا ليلى بل إن بعض المؤرخين يرون أن ليلى والمجنون هي من الفلكلور.. ولا عدد الذين أحبوا لبنى وبثينة. يكفي أن تقرأ كتاب الأغاني للأصفهاني.

جاءني هذا الباحث يناقشني في حق الناس أن تعرف وقلت له من حق الناس أيضاً أن تحتشم وأن تتوارى وأن تطوي صفحات حزنها! وعندي خطابات لعدد من الأدباء بعثوا بها إلى حبيبة القلب.

وأزعجني أن بعض المحبوبات يطلعنني على هذه الأوراق التي كتبت بالدموع ويحزنهن أن يعرفها أحد. تضايقت من واحدة كان عبد الحليم حافظ يحبها وترك لها سطوراً قليلة دامعة وأوجعتني هذه الخيانة. وحرصت على أن آخذ هذه الخطابات حتى لا تنشرها كما باحت بدموع عبد الحليم حافظ!

وعندي خطابات للملكة فريدة، واستراحت نفسي إلى أن أحد أحفادها جاء من روسيا وأحرق كل خطاباتها وخطاباتي أيضاً.. وأرى أنه ليس من الأخلاق في شيء أن أنشر، وقد حاولت إحدى الصحف وإحدى شبكات التليفزيون وشهرت في وجهي أموالاً كثيرة.. بل هي وقاحة وحقارة شنيعة إن أنا فعلت.

وسألني صديقي الباحث عن الذي أخفاه الأدباء والفنانون الكبار وحق التاريخ عندهم. ولم يقتنع أنني أضع التاريخ في المقام الثاني والثالث بعد الأخلاق والكرامة واحترام الموتى العظام... فأينا على حق؟