ديمقراطية موغابي

TT

أصبحت الكلمات قاتلة في زيمبابوي اليوم. فكلمات مثل «المنتصر» و«إعادة فرز الأصوات» و«الخيانة» و«الديمقراطية» تحمل مضامين تدل على الأخطار.

ويعاني شعب زيمبابوي العادي على يد النظام السلطوي بلا أي شعور بالتناسب أو التوقيت. نظام ديكتاتوري بلا أي شكوك. فأولا نقاد للاعتقاد بأن حزبي «حركة التغيير الديموقراطي»، ليس الفائز في انتخابات 29 مارس الماضي. ومن المتوقع اعتقاد العالم بأن النتائج ليست فقط غير شاملة، بل خطأ. وطبقا لنظام روبرت موغابي، فإن «الفائز» يعني ان حزب حركة التغيير الديموقراطي حصل على أصوات ليست من حقه، وأن حزبه هو خسر فقط عبر وسائل غير مباشرة. ويتجاهل ذلك الحقيقة. فإذا كان هناك من حزب حرم من حق الحصول على أصوات فهو حزب حركة التغيير الديموقراطي. ولكن في زيمبابوي اليوم، «إعادة فرز الأصوات» تعني العرقلة من أجل مزيد من الوقت.

ان التخويف وتعبئة صناديق الاقتراع هي من الممارسات العادية في حكومة موغابي.

وفي الحقيقة، إن النظام ليست لديه مشكلة فيما يتعلق بالمطالبة بإعادة فرز الأصوات حتى قبل الكشف عن الأرقام النهائية، مما يثير الشكوك حول أسباب الدعوة لإعادة فرز الأصوات. وفي الفترة المتوترة التي أعقبت الانتخابات، وصف هؤلاء الذين تصرفوا طبقا لمعتقداتهم وصوتوا طبقا لضميرهم، على أمل تأسيس ديمقراطية حقيقية، وصفوا بأنهم يمثلون تهديدا للدولة. وأخذ المسؤولون الحكوميون بالضغط على الناخبين الذين يعتقد أنهم صوتوا لحزبي. وتتزايد أرقام الضحايا بانتظام. كما وجهت لي تهمة الخيانة، ويعني ذلك أنني غير قادر على العودة إلى بلادي خوفا على حياتي. ولكن بالرغم من اعتيادي على هذه النوعيات من الانتهاكات من جانب موغابي، فلا يمكن إخفاء الحقيقة. وحاول موغابي ترويج الاعتقاد بأن الانتخابات كانت ديمقراطية، وأن زيمبابوي تطبق نظاما ديمقراطيا فاعلا. إذا حاولنا إلقاء نظرة فاحصة على الديمقراطية على نمط موغابي، يمكن ان نقول إنها ديمقراطية أصوات يتم الحصول عليها بالتخويف والعنف. هذه «ديمقراطية» الحرية فيها لا تعدو ان تكون شعارا زائفا يرفع من وقت لآخر طبقا للحاجة. انها «ديمقراطية» مبنية على أساس انتهاكات لحقوق الإنسان والفساد والإنكار والظلم المتفشي وموت الأبرياء. «ديمقراطية» موغابي فارغة المضمون، وفي زيمبابوي «الديمقراطية» تعني «إنكار الحقيقة». يجب ان يعرف العالم ان هناك أزمة شاملة في زيمبابوي. وللأسف، سعى رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، لنفي هذه الحقيقة، على الرغم من كل الأدلة التي تثبتها. ونظرا لموقعه كزعيم لقوة رئيسية في المنطقة، فقد أدى تحليل مبيكي الغربي، إلى إحجام الدول عن اتخاذ أي خطوة، ليس فقط في القارة الأفريقية وإنما في دول أخرى.

إلا ان بعض الشخصيات العاقلة في الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا ودول أخرى، سعت إلى تهميش تضليل مبيكي. ويأمل الذين يناضلون من أجل إقامة نظام ديمقراطي حقيقي في زيمبابوي، في اتباع نشاط أكثر فاعلية وتأثيرا، بدلا عن الدبلوماسية الهادئة. وفي ظل بروز المزيد من الجدل والنقاش بفعل العملية الدبلوماسية، فإننا كمؤيدين للديمقراطية في زيمبابوي، نأمل فقط في أن تنكشف ممارسات نظام موغابي على طبيعتها باستهدافها للديمقراطية نفسها.

* زعيم «حركة التغيير الديمقراطي» في زيمبابوي

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)