3 إمبراطوريات في الانتظار

TT

بينك وبيني. هذا العالم لن يعرف الراحة. وأنا على شبه يقين من ذلك. لماذا؟ لأنه عالم قائم على الامبراطوريات. وهذه عادة قديمة لا تتغير. وكلما قامت امبراطورية ظنت أنها الأخيرة. الاسكندر المقدوني وصل إلى الهند. تخيل الرحلة من مقدونيا إلى الهند، مشياً وفي عربات قديمة وعلى ظهور الخيل وفي الليل وفي البرد وفي قيظ النهار.

ماذا أخذه إلى الهند؟ لماذا يا ذا القرنين لم تكتف بأوروبا؟ مم تشكو أوروبا؟ وهنيبعل أراد روما؟ لماذا ليس فقط شمال افريقيا ومعها، مثلا، فرنسا؟ لماذا لا شيء إلا روما؟ ولماذا يا نابوليون لا شيء إلا موسكو؟ ولماذا يا امبراطور اليابان تهاجم بيرل هاربر وتجر أميركا إلى الحرب وتنتهي المسألة بقنبلة ذرية على رأسك وبجنرال اميركي يعيد كتابة دستورك خالياً من جميع الصلاحيات الامبراطورية؟ أنا خائف على الامبراطورية التي قامت بعد الحرب.

كل شيء يزيد في مخاوفي. وضع الدولار مثل وضع الاسترليني بعد السويس. أو أسوأ قليلا أو كثيرا. والوضع العسكري مثل وضع الانكليز والفرنسيين بعد السويس، أقوى في الجو ومهزوم على الأرض. ونعاة الامبراطورية يتكاثرون. وثمة عمالقة يقومون من أعماق الفقر. آسيا تنهض على نحو مذهل. سنوات وتصبح الصين الاقتصاد الأول قبل الامبراطورية. وفي كل عام تقوم في الصين مدينة في حجم لندن. بكل مقوماتها إلا «كافيه هارودس».

وإذا كانت الصين امبراطورية شيوعية صارمة فما هو رأيك بالهند؟ لقد اشترت الهند شركة «جاغوار» لأن الاثرياء انتقلوا إلى بومباي وحتى إلى كالكوتا. مهلا. مهلا. لن يتم كل ذلك غدا. فلا يزال ملايين الناس يولدون ويعيشون ويموتون في كالكوتا وهم يسكنون على الرصيف. لكنك لا تدري كم قل العدد وكم زاد عدد الطبقة الوسطى وعدد الأثرياء. اننا لا ندري من أين تأتي الامبراطورية المثالية. من الصين أم من الهند؟ وماذا ايضاً عن روسيا، التي تغير وضعها الاقتصادي لكنها لم تغير شيئاً في صرامتها السياسية وفي أحلامها المتوسطية. تخيل هذا الثلاثي الذي يرعب الامبراطورية الاميركية: الهند الديمقراطية، صين كونفوشيوس، وروسيا فلاديمير بوتين الذي اعطى البلد في عقد ما لم يعطه سميه فلاديمير لينين في أجيال.

اعتقد ان الامبراطورية القديمة خائفة الآن «ثلاث امبراطوريات آسيوية قديمة تملك الحكمة والطموح والآن تملك المال. واثنتان منهما تتسوقان أمجاد الاستهلاك والصناعة الغربية، الهند والصين. فيما الامبراطورية تتعثر بالشهور الأخيرة من جورج بوش.