ربما ويجوز ولعل.. كلمات علمية

TT

عندما نقول: يجوز أو ربما أو يحتمل أو لعل وعسى أو الله أعلم. فإن هذه ليست كلمات عامية ولا هي هروب من الإجابة. ولا هي إجابة. الحقيقة انها كلمات علمية صميمة، فالعلوم الحديثة لا تقطع بما كان يقطع به نيوتن. فنيوتن وصف لنا كوناً منضبطاً تماماً. ساعة دقيقة لا تخطئ والعلوم الحديثة تشكك في كل ذلك. فليس من الدقة أن تحاول أن تكون دقيقاً، فنحن لا نعرف كل شيء من أي شيء في الأرض أو في السماء. وإذا قلت إنه لا يوجد خط مستقيم إلا على الورق فهذا صحيح، فكل الخطوط أو الأسطر تنحرف وتلتوي، وما ينطبق على الأرض لا ينطبق على الكواكب ولا بينها.

وأول من آثار «نظرية الاحتمال» أو الممكن أو غير الممكن هو الفيلسوف الفرنسي باسكال في القرن السابع عشر.

مثلاً إذا قلت : بطيختان + تفاحتان = أربعة . غير صحيح!

فلا توجد بطيختان متماثلتان شكلاً وحجماً ونوعاً، ولا التفاحتان أيضاً.

وإنما يمكن أن تقول: إنها معادلة تقريبية أو بالتقريب، وأنا وأنت لسنا اثنين وإنما بالتقريب بأن نكون اثنين هذا احتمال، وليس يقيناً رياضياً.

وكل العلوم الإنسانية علوم غير دقيقة. علم النفس والطب والسلوكيات وعلوم السلالات البشرية. ولذلك فالطب علم تقريبي لأنه قائم على معان ومفردات غير علمية. فأنت تقول بطني توجعني أو قلبي يتمزق أو عندي حرقان أو التهابات وكل هذه الكلمات ليست في بساطة وضوح 2+2=4 وإنما هي تقريب، وعلى هذا التقريب كيف نقيم علم النفس على الحب والكراهية والغيرة والحقد والخوف والجبن والشجاعة والانتقام أو الغضب ـ وكلها كلمات غير دقيقة ولا يمكن ضبطها وربطها، فكل شيء بالتقريب ويحتمل الصدق والكذب. فكلمات مثل «مجتمع وجمهور وشلة» كلها كلمات غير دقيقة، بل إن كلمة نملة أكثر دقة وتحديداً من كلمة جمهور أو جماهير.

وإذا كان تعليقك، على كل هذا الذي قلته، يجوز، فأنت على حق وأنا أيضاً !