معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي

TT

سعيد أن يطلق على أول معهد للإعلام التطبيقي في السعودية اسم الأمير الراحل المرحوم أحمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤسس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، ليكون المسمى «معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي»، فلقد عرفت الأمير أحمد رحمه الله إبان عملي رئيسا لتحرير مجلة «الجديدة» لسنوات، وكنت أدرك بعض ملامح حلمه المتصلة بمستقبل العمل الإعلامي، فأنشأ رغم ضيق الأعوام أكبر امبراطورية صحافية في الشرق الأوسط، ورحل وفي النفس الكثير من الأحلام لم يمهله الموت لتحويلها إلى واقع، لكن الشعلة لم تنطفئ، وحملها الخلف ليتواصل العطاء..

اليوم هذا المعهد الذي يحمل اسمه، والذي هو ثمرة تحالف ضم أسرة الأمير أحمد بن سلمان ـ رحمه الله ـ وجهات، ومؤسسات إعلامية عدة يشكل بعض امتدادات حلمه في تشكيل قاعدة من الكوادر الإعلامية المتخصصة تواكب الثورة الإعلامية التي يعيشها العالم، والتي غدا فيها الإعلام عنصرا أساسيا من عناصر القوة والتميز.. وصفة «التطبيقي» التي هي جزء من اسم المعهد نقطة جوهرية وهامة للدلالة على المنهجية التي سينتهجها المعهد، لأن التجارب أثبتت أن غلبة التوجهات النظرية التي تعيشها كليات الإعلام لا تمنح المتخرج ـ في الغالب ـ المهارات التطبيقية اللازمة للعمل الإعلامي، فهذا المنحى التطبيقي هو ما يميز هذا المعهد عن غيره، فهو مولود من رحم منظومة من المؤسسات الإعلامية: المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، مؤسسة اليمامة الصحفية، مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، شركة دار الحياة للنشر، مؤسسة دار اليوم للصحافة والنشر، مؤسسة المدينة المنورة للصحافة والطباعة والنشر، مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط، وشركة دلة للإنتاج الإعلامي، فهذه المؤسسات الإعلامية بواقع خبراتها الميدانية ستكون الأقدر على ضبط مخرجات المعهد بما يتوافق مع احتياجاتها العملية، فلن تكون ثمة مسافة بين المعهد والفضاء الإعلامي الذي يخدمه..

ولدي الكثير من القناعة بأن خريجي هذا المعهد سيحملون عما قريب راية التطوير في مؤسساتنا الإعلامية، وستنعكس ثمار المعهد على كل المساهمين في إنشائه، فهذا المعهد يمثل الخطوة الأكثر اتساعا في الاتجاه نحو إعلام يدار بخبرات وكفاءات تخصصية مدربة، ويمكن أن يشكل علامة فارقة في مسيرتنا الإعلامية..

لهذا المعهد أمنيات بقدر الحب للرجل الذي حمل المعهد اسمه، وبقدر الأمنيات لإعلامنا بأن يكون في غده أكثر تميزا وإشراقا.

[email protected]