هي بالفعل متعة كبيرة أن تجلس مع عمر الشريف في المساء وتستمع لحكايات ومغامرات عاشها خلال مشواره الفني العريق، والمتعة ليست فقط في السماع إلى هذا الكم من الأحداث والقصص ولكن أيضاً في رؤية انفعالات عمر الشريف الذي قد يثور لمجرد أن يبدي أحد الجالسين رأياً في موضوع يخصه... وعندما قرر عمر الشريف أن يخوض تجربة مسلسل تليفزيوني يشاهده المصريون خلال شهر رمضان كان سعيداً جداً أنه سوف يقدم للمصريين مسلسلا يختم به مشواره الفني ويدخل به كل بيت في مصر والعالم العربي.. كان يحلم بهذا المسلسل وفي البداية عرض المسلسل على المخرج خيري بشارة ليقوم بإخراجه إلا أنه رفض لإحساسه بأن السيناريو لم يكتب بالطريقة التي تجعله يخرج كمسلسل بطولة فنان في وزن عمر الشريف.. وعلى الجانب الآخر كان عمر مقتنعا تماماً بالفنانة إيناس بكر ولذلك فقد كتبت المسلسل وأخرجته في نفس الوقت.. وهناك تاريخ طويل من العمل الفني بين إيناس بكر وعمر الشريف، فهي التي تقوم بمقابلته يومياً بعد أن يقوم بالمشي لمدة ساعة ونصف الساعة كل يوم، تلك العادة التي تمنحه النشاط والحيوية وتجعله رغم أنه دخل في سن 76 إلا أنه يبدو كأنه شاب مليء بالحيوية والنشاط.. وعندما بدأ في دراسة السيناريو انقطع تماماً عن أصدقائه وأحبابه ولكنه في نفس الوقت لم ينس صديق عمره أحمد رمزي وصمم على ضرورة أن يتواجد معه في المسلسل.. وقبل أن يبدأ التصوير قام التلفزيون المصري ببيع هذا المسلسل إلى كل مكان في العالم العربي، ولذلك فقد حقق إيرادا خياليا وفي نفس الوقت لم يباع مسلسل «حمادة عزو» نظراً لأن مسلسل يحيى الفخراني العام الماضي لم يكن على مستوى المسلسلات التي يقدمها هذا الفنان القدير.. وبالطبع حظى مسلسل «حنين وحنان» بدعاية غير عادية لأن البطل هو الفنان عمر الشريف الذي يحبه ويعشقه كل العرب في كل مكان. وعندما عرض المسلسل لم ينجح جماهيرياً ولكني أنا شخصياً كنت حريصا على متابعته ليس بصفتي صديقاً لعمر ولكن لأن المسلسل كان محترما ويخاطب المثقفين، وكان واضحاً أن عمر بذل مجهوداً كبيراً في العمل ليس كفنان فقط وإنما في إخراج العمل، كذلك حيث ساعد إيناس بكر التي كانت التجربة الأولى لها في إخراج مسلسل تلفزيوني.
ومنذ فترة غير بعيدة قابلت عمر الشريف على العشاء مع بعض الأصدقاء وعندما تناولت الحديث عن المسلسل وجدته يثور رغم أنه لم يعرف ما هو الغرض من حديثي عن المسلسل، وقال إن هذا المسلسل يخاطب المثقفين وهذا حقيقي، ولكن ما لا يعرفه عمر أنه عاش في العصر الجميل ونسي أن العصر الحالي يريد مسلسلات عن أشياء أخرى غير التي تشغل المثقفين، وأن فئة غير قليلة من الناس أصبحت لا تقبل على أعمال فنية هادفة تدعو لإعمال العقل والفكر وذلك لأسباب كثيرة.. هذا المسلسل يقدم موضوعاً للفن الجميل في وقت غير مرغوب، وقد كان هذا رأي فاتن حمامة وابنه طارق ولكن عمر في بعض الأحيان لا يحب أن يسمع رأي أي أحد حتى لو كان من ناس بيحبوه.. وأنا منهم..
www.guardians.net/hawass