إفحام الترك ثم الأميركيين

TT

لا يزال كتاب «يقظة العرب» الذي أصدره جورج انطونيوس العام 1932 أحد أهم المراجع حول أسس القضية الفلسطينية ومداخل النكبة وأسبابها. وكان اللبناني المولود في دير القمر (بلدة الرئيس كميل شمعون) العام 1892، قد تخرج من كلية الهندسة في جامعة كمبريدج وعمل في بلدية الاسكندرية ثم كرَّس حياته للعمل من أجل القضية العربية. ومثل جميع الذين فعلوا ذلك مات مفلساً لا يملك تكاليف المرض الذي ألمّ به.

انتقى انطونيوس عنوان كتابه الموضوع بالانكليزية من مطلع قصيدة ألقاها الشاعر ابراهيم اليازجي في لقاء سري للجمعية السورية العلمية العام 1868:

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

كم كانت الحالة القومية في تلك المرحلة عظيمة وكم كانت النهضة الادبية والفكرية مشعل الحركة السياسية ومحركها الاول، وكم كانت هموم أهل الأدب عميقة وذات آفاق.

وكانت العروبة يومها في مواجهة الترك والتتريك. ودلل عبد الرحمن الكواكبي على بغض الترك للعرب «بالأقوال التي تجري على ألسنتهم مجرى الامثال في حق العرب، فإطلاقهم على عرب الحجاز «ديلنجي عرب» اي العرب الشحاذين، وإطلاقهم على المصريين «كور فلاَّح» بمعنى الفلاحين الأجلاف، و«عرب جنكته سي» اي «نَور العرب» و«قبطي عرب» اي العرب المصريين. ويعبر بلفظة عرب عن الرقيق وكل حيوان اسود. الردّ الأكثر فصاحة على الأتراك جاء على الأرجح من ابراهيم اليازجي. فإذا أكملنا بائيته لا نعثر فقط على الدرجة القصوى من الحماسة العربية ـ بل نعثر ـ بالصدفة ـ على كنز: أين عثر الوزير محمد سعيد الصحاف على «العلوج» يرمي بها الأميركيين. لقد قال الصديق عبد الله بشارة إن وزير الاعلام العراقي الأخير أستاذ مدرسة سابق. وربما يعثر الأساتذة في الكتب على ما تعرفه او تألفه العامة. إليكم أهل العلوج:

سنطلبَّن بحدّ السيف مأربنا

فلن يخيب لنا في جبنه الأرب

ونتركن علوج الترك تندب ما

قد قدمته أياديها وتنتحب