هذه نصيحتي ولكن لا تعمل بها

TT

اسألني عن أسماء المنومات، أحدثك عن أسماء المهدئات والمنومات ساعة وساعتين وثلاثاً. فقد جربتها ولم تنجح. لماذا؟ نصيبي كده!

قال أطباء التغذية لا تأكل كذا ليلاً، ولا تشرب كذا نهاراً. وفعلت ولم أنم.. وقالوا حاول ألا تنام نهاراً حتى تستطيع أن تنام ليلاً. حاولت وفشلت نهاراً وليلاً.

وقالوا لا تنفعل ليلاً. فكيف ليلاً ونهاراً؟ وقالوا لا تحمل همومك إلى فراشك وقالوا: إذا وضعت رأسك على المخدة فضع همومك تحت قدميك اخلعها كالحذاء واتركها هناك بعيداً عن الأرض.. ولكن كيف؟ وكنت زمانا أضع ورقاً وقلماً إلى جوار السرير. والقلم يضيء إذا ضغطت عليه. وكان ذلك سبباً جديداً لأرقي فكأنه يدعوني أن أجلس وأن اعتدل، وأن أكتب حتى لا أنسى في الصباح.. وإيه يعني لو نسيت؟ وأيه يعني لو لم أكتب!

ولم أعد أشرب الشاي إلا مرة واحدة في الصباح. وأنا أحب الشاي. ولكن لابد من أن أفسده باللبن. وبدلاً من السكر أضع العسل، لأنه مهدئ ولا أشرب القهوة إلا نادراً خائفاً مذعوراً، ولا أشرب الماء البارد، ولا آكل الآيس كريم.

ولم أجد إلا حلاً واحداً موجعاً. فليكن. هو أنني لا أتذوق الطعام ليلاً، فأنا آكل في الصباح قطعة من الخبز في حجم الكف. وأتناول غذائي. أكثره من الأعشاب والقليل من السمك والقليل من الفاكهة وبس. ولا عشاء بعد ذلك.

وكثيراً ما أدعو الأصدقاء وأتفرج عليهم.. وكل من يدعوني إلى العشاء يعلم أنها عزومة مراكبية كما يقول المثل الشعبي، فالمراكبي يدعوك إلى أن تشاركه الغذاء وهو في النهر منطلقاً. فلا أنت قادر ولا هو جاد ولذلك إذا دعاني أحد فليكن إفطاراً أو غذاء.. ونصيحتي أن تجرب ـ والفشل مؤكد بإذن الله!