هيلاري لا تحظى بالاحترام الكافي

TT

عادة لا أدعي الحديث نيابة عن الأعضاء الآخرين في تيار اليمين الضخم. وفي الواقع، فإننا غالبا ما نختلف مع بعضنا البعض. إلا أنني أعتقد انني اتحدث بلسان الكثير من أقراني اليمينيين عندما أقول: لقد تطلعنا في يوم من الأيام بسعادة نحو سقوط آل كلينتون. وما زال هذا الشعور يراود الكثيرين منا، لكننا أيضا نرى أن وسائل الإعلام الليبرالية لا تمنح هيلاري كلينتون الاحترام الذي تستحقه. وفي الواقع، أثبتت هيلاري أنها مرشحة مثيرة للإعجاب، حيث تمكنت مرارا من إلحاق الهزيمة بباراك أوباما عندما كانت تمر بظروف صعبة. كان أول هذه الانتصارات في نيو هامبشير، ثم في العديد من الانتخابات التمهيدية الكبرى في الثلاثاء الكبير، وفي 4 مارس في ولايتي أوهايو وتكساس، وبعد ذلك في الأسبوع الماضي في بنسلفانيا. ورغم ذلك، ما تزال هيلاري متأخرة في السباق الانتخابي عن أوباما الذي يعد الأكثر احتمالا للترشح في الانتخابات الرئاسية. بالفعل، أدار الفريق المعاون لأوباما الحملة الانتخابية بصورة أفضل. إلا أن هيلاري ربما تبقى المرشح الأفضل، ذلك أنه رغم كل الحديث الدائر حول قدرة أوباما غير العادية على اجتذاب أصوات الناخبين، فقد أنزلت به كلينتون الهزيمة في الولايات الكبرى، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس ونيويورك وبنسلفانيا وأوهايو. وبينما فاز أوباما في موطنه إلينوي، فازت كلينتون في فلوريدا.

علاوة على ذلك، فإنه عند حساب جميع الأصوات في كل الانتخابات التمهيدية، ما عدا ميتشغان، يتضح أن كلينتون متأخرة عن أوباما بإجمالي 300.000 صوت تقريبا، أي ما يعادل 1% فقط من المجموع. وعليه، فإنه بحلول نهاية التنافس على الترشح للرئاسة، ربما تحتل كلينتون المقدمة. والملاحظ أن كلينتون تمكنت من تحقيق ذلك رغم تعمد المعلقين الليبراليين الاستخفاف بترشحها، في وجه افتتان واضح من جانب وسائل الإعلام بأوباما. وحتى الذين أبدوا توجهات إيجابية إزاء كلينتون في بداية الأمر، تحولوا لاحقا إلى صف أوباما، ربما خوفا من أن يضر التنافس طويل الأمد بينه وبين كلينتون بإمكانات وصول الحزب الديمقراطي إلى مقعد الرئاسة. من جانبه، من الواضح أن أوباما يدرك جيدا هذه الميزة. والآن، بات هذا الفريق يتمنى فوز أوباما لإنهاء التنافس. بيد أن هذا التفضيل لأوباما أسفر عن حرمان كلينتون من الاحترام اللائق بها. وعلى سبيل المثال، من المثير للصدمة كمّ التعليقات على نتائج الانتخابات التمهيدية بولاية بنسلفانيا التي ركزت على عيوب ونقاط ضعف أوباما، بدلا من نقاط قوة ونجاحات كلينتون. وربما كانوا في بنسلفانيا يصوتون لصالح كلينتون، وليس ضد أوباما فحسب.

ويقودنا ذلك إلى التساؤل حول ما إذا كانت وسائل الإعلام ستتسامح إزاء رفض أوباما الدخول في مناظرة مع كلينتون قبل الانتخابات التمهيدية بولايتي إنديانا وكارولينا الشمالية في 6 مايو! أم هل ستتم معاقبته على الذريعة غير المقنعة التي ساقها لتبرير موقفه؟ ومن الواضح أن المناظرات من شأنها إعطاء كلينتون وقتا مكافئا لما يحظى به أوباما تحت دائرة الضوء، وستقلل بدرجة كبيرة من أهمية الوقت مدفوع الأجر داخل وسائل الإعلام الذي يتمتع به أوباما في ولايتي إنديانا وكارولينا الشمالية.

ويوم الجمعة الماضي في ولاية إنديانا، وفي رد على سؤال موجه إليه، أجاب أوباما قائلا: «لقد سئمت من الأشخاص الذين يسألونني عن وطنيتي. وأنا سعيد بمجادلتهم في أي مكان، وفي أي وقت». وبذلك نجد أن أوباما سعيد بالدخول في مناظرات وهمية مع أشخاص لم يحدد هويتهم، بينما يرفض الدخول في مناظرة حقيقية مع شخص حقيقي يتنافس معه على الترشح للرئاسة. والتساؤل الآن: ألن يدفع أوباما ثمن هذا التهرب؟ هل سنترك الإعلانات مدفوعة الأجر تحدد الفائز بترشيح الحزب الديمقراطي، وليس أداء المرشحين في مناظرة مطولة؟

*خدمة «نيويورك تايمز»