ومن الذي لا يخطئ؟

TT

أخطاء الكبار: خطايا

وخطايا الصغار: هفوات

وعالم الكيمياء العظيم لينوس باولج (1901 ـ 1993) دليل ظالم على ذلك. فقد كانت له دراسات بارعة في تكوين الخلايا وحركتها ونموها وضمورها. وصحح الكثير من المفاهيم العلمية وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1952 وسار إليه المهنئون من العلماء وتلامذته في طابور طوله ثلاثة كيلو مترات.

وهو أول من نبه إلى خطورة القنبلة الذرية على حياة الإنسان والحيوان والنبات. ولكن أحداً لم يستمع إليه، فجمع توقيعات لأحد عشر ألفاً من العلماء وقدم التماساً إلى الأمم المتحدة.

وكان صادقاً وأرهقه السفر من مكان إلى مكان وسألوه: كيف تحمل كل هذه الآلام وهو في سن كبيرة. وكان جوابه هو غلطة عمره: إنه فيتامين (ج) الذي يضعه في كل طعام وكل شراب. وأنه المسؤول عن إطالة عمره.

وقد حصل على جائزة نوبل للسلام. فكان الثاني في التاريخ الذي حصل على هذه الجائزة مرتين. المرة الأولى كانت للعالمة الفرنسية مدام كوري...

ومات الرجل عظيم الاحترام. ولكن فجأة صدر كتاب بديع عن «سقطات الكبار». وهو واحد من هؤلاء. أما السقطة التي لم يغفرها له أحد: فهو أنه قال إن الليمون يطيل العمر وقد طال عمره ثلاثة وتسعين عاماً. ولم يكن العلم الحديث قد أثبت أن الليمون له هذه القوة السحرية في إطالة العمر..

وقد أخطأ استأذنا العظيم أرسطو فقال، إن أسنان المرأة أكثر عددا من أسنان الرجل. وأن في البحر تيارين من ماء ساخن وماء بارد. ونزل إلى البحر ليتأكد من هذه الحقيقة.. ونسي أنه لا يعرف السباحة فغرق.