من قال إن الحشرات لا تفكر؟

TT

الإنسان حيوان ناطق. أو حيوان عاقل، أي حيوان يفكر، والفرق بينه وبين الحيوانات والحشرات أن الإنسان يتوافق مع المتغيرات بسرعة. ولكن الحيوانات والحشرات تحتاج إلى أجيال عديدة لتكوِّن لها رد فعل واحدا في الظروف المتشابهة. مثلاً: نجد أن البكتريا إذا وجدت مادة سامة فإنها بسرعة تهرب منها. كيف؟ لا بد أن لها تجارب سابقة. وهذه التجارب وردود الأفعال ورثتها من عشرات الأجيال السابقة. وهناك نظرية علمية تقول: إن كل كائن حي عنده جهاز عصبي. فهو قادر على التفكير والتغيير. ولكن هناك رأياً آخر يقول إنه ليس من الضروري أن يكون له جهاز عصبي لكي يتغير ويتحول، فالميكروبات إذا شمت سماً فإنها تتحول بعيداً عنه.

وتجيء التجارب الناجحة نتيجة للمحاولة الخطأ. وقد تبقى هذه المحاولة مئات أو آلاف السنين حتى تصبح من الثوابت في سلوكيات الحيوان والحشرات والبكتريا والميكروبات. مثلاً تجد أن العناكب أثناء عملية الإخصاب تقوم الأنثى بالقبض على الذكر وقتله. ثم تحطم عظامه وتبيض عليها فإذا فقس البيض أكل الصغار أباهم! ويسمون هذه الأنثى بأنها الأرملة السوداء فهي أرملة دائماً تقتل الذكر بعد كل عملية لقاح؟ ألوفاً من السنين قد مضت وانقضت فتعلم الذكور، ولذلك نجد نوعا من الذكور إذا إقترب من الأنثى فإنه بسرعة يلفها بخيوط قوية فلا تستطيع أن تتحرك فإذا فرغ من العملية الجنسية هرب بجلده وترك الأنثى تحاول الإفلات من أغلال الذكر! كذلك الطفل، يبكي ـ ولا بد أنه كان يبكي من مئات ألوف السنين، ولكن العلماء يصرون على أن الطفل حديث العهد بالبكاء ـ فلو بكى الطفل عندما كان يعيش في الغابات أو الأكواخ لاهتدت إليه الوحوش وقضت عليه، فتعلمت الأم أن تسد فمه حتى لا يلفت آذان الوحوش، فلما شعرت الأسرة بالأمان وراء الباب والنافذة، فلم تعد تخاف من الوحوش.. فبكى فلا خوف عليه!