حزب الله.. هزيمة الانتصار

TT

وقع «حزب الله» في فخ هزيمة الانتصار، فماذا بعد احتلال بيروت؟ هل يعلن الحزب دولة القيصر نصر الله، أم يعود رجال الحزب إلى مخابئهم بعد أن انتهت اسطورة المقاومة، ومقولة إن سلاح الحزب هو لقتال إسرائيل؟

«حزب الله» وقع في فخ الاعتزاز بالقوة، وبات انتصاره ورطة، فالحزب هو المحتل الثاني لبيروت بعد إسرائيل. كما انكشفت ملامح دولة نصر الله الإيرانية، مع ايقاف بث إعلام الموالاة، ولذلك يكون السؤال هو: وماذا بعد؟

«حزب الله» أقدم على جريمة لن تغفرها الذاكرة اللبنانية، والعربية، عندما أزكى الروح الطائفية المقيتة، فقد أعجبت نصر الله قوته العسكرية واعتقد أن لا أحد في بيروت قادر على كسرها، وهذا غير صحيح، لأن ازكاء الطائفية وسط بحر من السنة عمل انتحاري.

صواريخ الحزب وعتاده لن تكسب حربا وقودها عقائدي، فكما يقال «إن في بني عمك رماح». وانطلاق المارد السني الأصولي في لبنان خطر أول من حذر ويحذر منه قيادات السنة. فحين كرر نصر الله مرارا في خطابه انه ليس طائفيا، كان رجاله يحتلون المناطق السنية في بيروت، وإعلامه يشن هجوما كاسحا على مفتي السنة بلبنان.

والطريف أن نصر الله يحذر من العمالة للخارج، والسوريون والقطريون يقولون إن ما يحدث في لبنان شأن داخلي، بينما ان ما يحدث في لبنان هو شأن إيراني ـ سوري صرف. حزب الله صنيعة إيرانية من أموال وتسليح وتدريب، أما شركة النقل والتوصيل والوساطة فهي سورية.

الحريصون على استقلالية لبنان وسلامته، متنبهون تماما لذلك، فالتصريح المصري المحذر من سعي إيران للسيطرة على المنطقة العربية واضح، ومستحق، والمؤسف أن طهران تسعى للسيطرة على العالم العربي بمساعدة دول عربية تعبث بالأمن القومي العربي.

وعندما نقول إن الحزب وقع في الفخ فلأنه أزكى النعرة الطائفية المقيتة، وكشف عن أن من يدعون الحياد، وينادون بالحوار، مثل نبيه بري ما هم إلا جزء من الأزمة، فرجال «أمل» المدججون بالسلاح يملأون شوارع بيروت.

احتلال الحزب لبيروت ورطة حقيقية لنصر الله ومن خلفه، لأن أمام الحزب خيارات محدودة، إما أن ينسحب، وبذلك تكون قد سقطت قدسية سلاحه المزيفة، وإما أن يواصل الاحتلال ويعلن دولة حزب الله وبذلك يكون قد ألغى تنوع وتركيبة لبنان، وهدم اتفاق الطائف، وهدم لبنان على رأس أهله، وبذلك يكون قد دخل في مواجهة مع المجتمع الدولي، وقد يدفع حساب تلك المواجهة الداعمين للحزب.

وقبل هذا وذاك، فبقدر ما يطول بقاء رجال نصر الله المدججين بالسلاح في المناطق السنية، فإن ذلك كفيل باخراج المارد السني من قمقمه، كما قلنا، وحينها سيكون نصر الله قد أجرم بحق الشيعة، مثل ما أجرم بحق اللبنانيين حين جرهم إلى حرب نتنة، ذات عواقب وخيمة.

حزب الله بات مثل فيل في غرفة، فكل خيارات الحزب المتاحة للحلول هي التخريب أو التراجع وتجرع السم، والسبب هو غرور القوة، والعمى الآيديولوجي في العمالة لإيران.

[email protected]