إذا كان أرسطو قد فكر فلماذا نتفرج عليه؟

TT

كلما شددنا أحزمة الجمود على بطوننا وعقولنا، نهض الغرب يعرينا أمام أنفسنا، ويشكك في كل مقدس لدينا, في الإسلام أو في المسيحية، فالهجوم على شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ليس تطاولاً عليه فقط، وإنما ازدراء لنا ولما نراه ولمن نراه رفيع المكانة بيننا، حتى الديانة المسيحية في الغرب أيضاً، فهناك كتب وأقلام ودراسات عن أن المسيح عليه السلام، كانت له زوجة هي مريم المجدلية. وإن كان العالم المسيحي لا يهتز كثيراً لمثل هذه الأقاويل أو الاجتهادات أو التحرشات، ففي الغرب يناقشون كل شيء وكل رأي وكل نظرية بلا خوف ولا رعب، والنهضة في أوروبا بدأت في الفكر والعلوم عندما تخطى العلماء عبارة في كل كتبهم، هذه العبارة لاتينية تقول: «هكذا قال أرسطو، فإذا وجد هذه العبارة توقف تماماً عن التفكير، وأن أي محاولة لتخطيها، هو تجاوز لقدراته وامتهان لقداسة أرسطو». وظل الحال 15 قرناً فلم تعد هذه العبارة سداً عاليا، أي هنا: يجب أن نتوقف عن الكلام والتفكير.

والذين يقولون إن باب الاجتهاد قد أغلق، فهم يريدون إعفاء أنفسنا من التفكير المستقل، أو إعادة النظر من جديد في كل ما هو قديم. فكما أن لكل زمان رأياً، فلكل زمان أسلوب في الرأي والرؤية.

وأخيراً يعرض فيلم في قرية جرينتش اسمه «مؤامرة الدم» عن السيد المسيح وزوجته مريم المجدلية، التي هربت مع طفلها إلى فرنسا، وقد اعتمد مؤلف الفيلم على مخطوطات وجدوها في إحدى الكنائس الفرنسية في صندوق خشبي، والصندوق به زجاجات وعملات فضية، فمريم هربت من اضطهاد الرومان.

والعقلية الغربية تقبل مثل هذه الأفكار ولا تطالب بإعدامها، وإنما هي وجهات نظر. ومن حق كل إنسان أن يرى ويقول بلا خوف والذي يغلق النافذة في وجه الفكر الجديد ويسد أذنه عن الأصوات الجديدة، قد يسجن نفسه في الخوف من الآخرين أو الخوف من نفسه. ولا تقدم ولا تطور مع الخوف!