الشعلة على الطريق

TT

عادت قضية الشعلة الأولمبية إلى الأذهان مرة أخرى مساء الثلاثاء عند إعلان نتائج الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي. هل لاحظ أحد إلى أي مدى تتشابه الانتخابات الرئاسية ودورة الألعاب الأولمبية؟ لقد تحولت مسيرة الشعلة الأولمبية تمهيدا لدورة الألعاب التي ستقام في الصيف إلى سباق لا نهائي تحيطه نزاعات كثيرة في العديد من المناطق البعيدة. (آخرها.. وصلت الشعلة لقمة جبل إيفرست).

وفي هذه الأثناء، ساعد الجو المحيط بالمهرجان على ظهور أصوات غاضبة تدعو إلى إلغاء الأمر كله.

وعلى صعيد الانتخابات الأميركية، قال السيناتور السابق جورج ماكغوفرن يوم الأربعاء الماضي: «ستتخذ هيلاري، بالطبع، قرارا بخصوص ما إذا كانت ستنهي حملتها ومتى سيكون هذا. ولكن آمل أن تصل إلى هذا القرار قريبا». يبلغ ماكغوفرن 85 عاما وكان من أوائل المناصرين لكلينتون وهو الآن من أكثر كبار السن ولاء لها. وأحد أخطاء النظرية القائلة بأن أنصار هيلاري كلينتون سيجلسون في منازلهم في نوفمبر (تشرين الثاني) بدلا من أن يصوتوا لباراك، هو أن الكثير من مناصريها المخلصين من كبار السن، وهؤلاء الذين يظهرون كمواطنين صالحين يذهبون للتصويت حتى لو كان المرشحان الوحيدان هما ليندسي لوهان وريان سيكرست.

وبالمناسبة.. قد يكون نما لعلمك أن المقيمين بسانت ماريز كونفنت بمدينة ساوث بند بولاية إنديانا، وجميعهم في الثمانينات والتسعينات، قد خرجوا للتصويت يوم الثلاثاء، ولكن لم يسمح لهم بدخول مراكز الاقتراع بسبب قوانين هوية الناخبين الجديدة في الولاية والتي تتسم بالحزم. ومن المفترض أن تمنع هذه القوانين المواطنين من التصويت تحت أسماء مزيفة. ولكن في الوقت الذي لا نجد فيه أحدا قادرا على إثبات أن ذلك يحدث بالفعل، منعت هذه القوانين راهبة بلغت من العمر 98 عاما ولها حق التصويت من الإدلاء بصوتها.

ويتساءل الجميع الآن: هل ستترك هيلاري السباق الرئاسي بعد أن أصبحت فرصها في الفوز قليلة للغاية. أحس البعض بالفعل أن خطابها مساء الثلاثاء في عاصمة إنديانا، إنديانابوليس، بدا وكأنه خطاب من تعدّ نفسها للخروج من السباق. وقد يكون البعض قد شعر بهذا بعد أن ابتدأت كلامها قائلة: «شكرا لكم، إنه سباق بأقصى سرعة ممكنة للوصول للبيت الأبيض». وفي السر تقول إنها لا تنوي العودة للمنزل لتقول لتشيلسي إنها قد تركت السباق. فهذه سمة في شخصيتها يقدرها الكثيرون حتى ممن يكرهون كلينتون. وبعد هذه الحملة، لن يستطيع أحد في أميركا القول بأن النساء يعجزن عن المشاركة في مواجهة صعبة. فهذه امرأة قوية لا تقهر، أو على الأقل، يصعب كثيرا إثناؤها عن قصدها.

يقول هوف: «كانت هناك حملة تبرعات كبيرة في ولاية مونتانا، وكان هناك 6500 شخص في هذا الحدث الذي كان يحضره في المعتاد 400 شخص. ولكن لم يحدث مثل هذا من قبل في داكوتا الجنوبية».

ولا يوجد سبب لعدم القيام بهذا منذ فترة طويلة، حيث تبدو هيلاري ـ التي تكرر عنوان موقعها على شبكة الإنترنت كما لو كانت في أحد الإعلانات ـ مستعدة، إذا كان هذا ضروريا، للدفع من مالها الخاص من أجل إلقاء 10 خطابات يوميا والنوم لمدة أربع ساعات في الليل والإجابة عن نفس الأسئلة مرات ومرات. أمسك الشعلة واتجه إلى رابيد سيتي بولاية داكوتا الجنوبية.

* خدمة «نيويورك تايمز»