قليل من علم الفلك: كانت هناك نظرية من ثلاثين عاماً تقول إن الكون فوضى.. فوضى كونية... يعني إيه؟
فعندما وقع (الانفجار الكبير) الذي بدأ به هذا الكون من حوالي 14 ألف مليون سنة، كان من المستحيل أن تنطبق على هذا الانفجار كل قوانين الفيزياء. والسبب في ذلك ارتفاع درجة الحرارة بالملايين المئوية وقوة الاندفاع في كل الاتجاهات. ومنذ تلك البداية التي استراح إليها العلماء والكون يتمدد ويسرع في الحركة ولكن إلى أين؟ لا نعرف.. وهناك نظرية أخرى تقول: سوف يرتد الكون على نفسه وينكمش ليعود جسماً متناهي الصغر كما بدأ، وليس هذا إلا افتراض علمي.
ثم أن في الكون نشاطات غير متوقعة وغير محسوبة. بمعنى أنه ليس من الضروري أن تؤدي البدايات إلى نفس النتائج. يعني أنه لا قوانين معروفة لدينا، وإنما قوانين أخرى لم نكتشفها بعد..
يعني أننا نرى أحداثاً ونشاطاً إشعاعيا موجباً الكترونياً لا يخضع للقوانين التي نعرفها. بل إن في حياتنا العادية شيئاً من ذلك، مثلاً: قطرات الماء التي تنزل من الحنفية ليست كلها بنفس الحجم ولا على مسافات زمنية واحدة. وكذلك دقات القلب ليست بهذا الانتظام ولا نفس الدرجة الصوتية ولا يمكن ضبطها.
فالفوضى ليس معناها أنه لا يوجد قانون. وإنما يوجد قانون لا نعرفه. وقد سجل المرصد المداري (هابل) أن الكون مختلف في درجات الحرارة والبرودة. وأن هذه الدرجات تختلف من حين إلى حين. ولا ندري لماذا؟
وكما أن في الكون درجات عالية جداً، ومناطق باردة جداً تكاد تصل إلى الصفر، أي 237 مئوية تحت الصفر، وأقول (تكاد) لأن الصفر المطلق هو مجرد احتمال رياضي، فهي الدرجة التي لا يمكن أن ينخفض عنها أي جسم أو أي غاز.. والسؤال: لماذا؟ والجواب: لا نعرف الآن.. ولا نعرف أشياء كثيرة جداً. ولا نستطيع أن نقطع بفهم كل شيء ما دام يتفق مع ما عرفنا من قوانين الفيزياء والكيمياء.
والمطلوب: الكثير من التواضع أمام المجهول الهائل الذي لا نعلمه!