الدرس الأول في الدبلوماسية: النطق

TT

في عالم البروتوكول الدبلوماسي اللطيف، يعتبر الخطأ في نطق أسماء القادة الأجانب من بين أسوأ زلات اللسان التي يمكن أن تقع. ولكن هذا يحدث كثيرا مع المسؤولين الأميركيين.

فمن منا يستطيع أن ينسى نطق هيلاري كلينتون لاسم الرئيس الروسي الجديد عندما سألها تيم روسرت عن اسمه، فحاولت نطقه بصعوبة.

كما يمكننا أن نتذكر الضحكات العالية في شهر سبتمبر الماضي عندما قام الرئيس بوش بإلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة تضمن العديد من أسماء البلاد والقادة الأجانب.

ومن بين هذه الأخطاء: هراري (ها ـ رار ـ راي) وموغابي (موو ـ غاه ـ بيي). وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحسين صورتها في جميع أنحاء العالم، فإن الوقوع في هذه الأخطاء لا يساعدها على القيام بذلك. وتعتبر الأمم المتحدة من أخطر الأماكن التي يمكن أن تحدث فيها هذه الأخطاء، حيث ينظر الدبلوماسيون إلى الخطأ في نطق الأسماء على أنه دليل على السياسة الأميركية العدائية والسلبية.

وقد ذكر بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والذي أثار اسمه الكثير من الضحك، في مذكراته أنه انتقد السناتور الجمهوري السابق بوب دول بسبب «الطريقة التي نطق بها اسمي «بو ـ طرس بو ـ طرس»، وذلك أثناء الحملة الرئاسية عام 1996. وكذلك فإن اسم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، كان ينطق بطريقة خاطئة. وقد أخبر الإذاعة المحلية بأن اسمه كان ينطق «عنان» وليس «أو نون».

وقد أخبرني متخصص في شؤون الأمم المتحدة بأن «هذا الاسم ينطق بالطريقة نفسها التي ينطق بها الأميركيون والتي يعتقد معظم الناس أنها طريقة خاطئة وتشبه النطق الفرنسي».

وعلى الرغم من أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة قد تجاوز عاما في منصبه إلا أنه ما يزال يسمى «كيمون» أو «مون»، مما حدا به إلى أن يبعث برسالة بريد إلكتروني لتصحيح طريقة نطق اسمه. ومثلما هي الحال مع العديد من اللغات الشرق آسيوية فإن الاسم الأول للأمين العام للأمم المتحدة هو اللقب. ولذلك، فإن الطريقة الصحيحة للنطق باسمه هي الأمين العام «بان».

وقد عانى الأميركيون مع الأسماء الأجنبية، سواء كانت أسماء عواصم مثل كابل أو بلدان مثل إيران أو قادة مثل المالكي. ونحن ما زلنا نسمي دولة ميانمار، التي كانت تعرف باسم بورما سابقا، وكأن اسمها اسم أمير.

ولكي تحسن أميركا من صورتها في الخارج، فإن علينا الاهتمام بنطق أسماء قادة البلاد الأخرى. ولك أن تتخيل ما يحدث عندما يصل الرئيس جوربانجولي بيرديموخاميدوف رئيس تركمانستان إلى واشنطن.

وقد أخبر بان كي مون بعض الحضور على الإفطار في شهر يناير (كانون الثاني) 2007 أنه كان عليه أن يغير الهجاء الإنجليزي لاسمه ليصبح «باهن» أو «بون».

* كاتب أول سابق في مجلس العلاقات الخارجية وكاتب حر يعيش في نيويورك.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»

ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»