حزب الله يغتال بيروت

TT

قال السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي الخميس الماضي ان حزبه وأنصاره وحلفاءه يدخلون مرحلة جديدة سيدافعون فيها عن أنفسهم بالسلاح، فيقتلون من يقتلهم بالداخل وعندما سأله أحد المتحمسين أو المتشككين، لكن هل تقدر المقاومة على الصراع بالداخل والخارج؟! طمأنه إلى أنهم خططوا للأمر، ويستطيعون القيام بالواجبين! وها هم بالفعل يقبلون على احتلال بيروت بقوة السلاح، ويقتلون من لم يقتلهم، ولا يملك أن يقتلهم، ويقعون في الفتنة المذهبية، ويفعلون ما فعلته ميليشيات حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي في الثمانينات لصالح أنفسهم آنذاك، ثم لصالح سورية الأسد وصدقوا أو لا تصدقوا ان أولئك فعلوا ذلك آنذاك تحت العنوان نفسه: مواجهة المستسلمين لإسرائيل أو المتآمرين معها وهم بالطبع آنذاك كما اليوم: أهل بيروت. أما ما يفعله حزب الله ببيروت اليوم، فلصالح السيطرة المذهبية، واعتقادا منه انه يضيف ورقة الى الأوراق التي جمعتها إيران خلال امتداداتها على الأرض العربية حتى بعد عام 2003، وهي مضطرة في «الحشرة» الآن لاستخدامها!

نصر الله في مؤتمره الشهير قال إنه إنما دخل المرحلة الجديدة دفاعا عن المقاومة، ولكي تتمكن من مواجهة العدو! من الذي منع أو يمنع المقاومة من مواجهة العدو؟ مناطقه الأمنية ومربعاته وصارت مستطيلات ودوائر، ومراكز صواريخه انتشرت على سائر أجزاء الأرض اللبنانية بدون مانع ولا رادع وتحت سمع العدو وبصره. ونعلم الآن من الخبرات التقنية الكبرى التي يملكها نصر الله والتي عرضها عمليا في مؤتمره ان شبكته للاتصالات ضرورية وقد اكتملت بدون مانع. هل استشعر خطرا من قرارات الحكومة بشأن الشبكة، وبشأن الكاميرات وبشأن نقل موظف بالمطار؟ متى نفذت قرارات الحكومة من جانبه، أو أثرت عليه؟

في الحوار الوطني الذي تم قبل حرب تموز 2006 كان هناك إجماع وشارك فيه حسن نصر الله ـ بشخصه على ثلاثة أمور، ما نفذ منها شيء وما طالبه أحد بتنفيذها، وكلها لا علاقة لها بسلاحه ولا بالمقاومة التي قال دائما انها لن تستخدم السلاح بالداخل أبدا (!) تم الإجماع آنذاك على السير في التحقيق الدولي والمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري. وتم الإجماع على تحديد وترسيم الحدود مع سورية. وتم الإجماع على إنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه بداخلها. واليوم لن يستطيع تنفيذ قرارات الحكومة في مواجهته؟ ثم ماذي يبقى من الحكومة إن لم تقل إنه لا يجوز مراقبة حركة المطار من جانب جهات خاصة وغير رسمية، ولا بد من معاقبة الموظفين الذين سمحوا بذلك على هذا التقصير. وإنه لا يجوز أن تكون هناك شبكة اتصالات خاصة يملكها تنظيم مسلح، أو حتى ـ يا أخي ـ حزب سياسي ولا علاقة حتى للجيش اللبناني به!

لقد كان حفظا لماء الوجه بعد ان تفاقمت التصرفات العنترية والمسلحة، وتصاعد التوتر في الشارع، وتساءل المدنيون غير المسلحين، هل عدنا الى الثمانينات؟ كل يوم وليلة ومنذ أشهر تحصل صدامات بين الشباب في الأحياء المختلطة السنية والشيعية ببيروت الغربية.

واذا حذرت المراجع الدينية والسياسية من ذلك يقال لها تارة إن هؤلاء من فوضويي نبيه بري أو أن «زعران» تيار المستقبل هم الذين بدأوا ذلك! بالأمس وأول أمس جرت غارات مسلحة على هؤلاء «الزعران» المستقبليين المزعومين، وعلى سائر أنحاء بيروت الغربية، وكان من ضمن «الزعران» البيوت الآمنة، وعجوزان من آل طبارة، وتلفزيون وصحيفة المستقبل ومستشفى المقاصد، وذكر ـ ودائما الثمانيات «المجيدة» مقارنة بما يحصل الآن ـ ان «الأخوة» السوريين والميليشيات الحليفة عندما استولوا على بيروت الغربية، سخطوا «زعران ال قليلات» لكنهم اكتفوا بوضع رقيبين يضبطان الأخبار والتحليلات بجريدتي السفير والنهار! وكنت قد قلت لأحد طلابي بالدراسات العليا بالجامعة اللبنانية قبل ثلاثة أشهر، والذي كان يصر على حضور محاضراتي ليستنكر في كل مرة ما أكتبه انا وغيري في صحيفة المستقبل: أظنك يا أخي سوف تكون رقيبا عليّ وعلى الصحيفة في الصيف القادم! فقال: ولماذا الصيف القادم؟ فقلت: لأنكم ستشنون حربا على اسرائيل، أو ستشن اسرائيل عليكم حربا، وستستولون على بيروت لكي تحولوا دون استمرار «الطابور الخامس» في التفرد بالسلطة والعمالة لأميركا واسرائيل! وقد تبين انني كنت متفائلا جدا، فالاستيلاء تم في مطلع أيار (مايو) وما كانت هناك حرب مع اسرائيل ـ وقد لا تكون ـ وتكفي للاستيلاء كما تبين الذريعة التي يعلم نصر الله ان أحدا ما صدقها، الا أولئك الذين كانوا يصدقون ان حزب الله لن يجتاح بيروت، بحجة انه أفرد نفسه للمقاومة والشهادة، وترك الاهتمام بالدنيا ولذائذها والسطوة وأمجادها وقد عرض نصر الله بالفعل في مؤتمره بخصومه السياسيين عندما تحدث عن «الأخضر والأزرق» وقد سألت عما يقصده فأخبرت انه يعني الدولارات والمخدرات، وكانت الأجهزة اللبنانية قد أعلنت ان قوى الأمن لم تستطع البت في 168 شكوى عن سرقات وتعديات بالضاحية خلال الشهور الأولى من عام 2008 لأن مسلحي الحزب منعوا القوى الأمنية، ونعرف ان أعمال قتل جرت يحمي الحزب مرتكبيها، وتزوير شيكات في عمليات إعادة الإعمار بالضاحية يحمي الحزب المستفيدين منها. وعير السيد نصر الله خصومه بتلقي مئات الملايين من الدولارات من الخارج، لكنه نسي «الأموال النظيفة» التي ما دفعها الحزب للمتضررين من التخريب الإسرائيلي وحسب، بل ودفعها ويدفعها للجنرال عون وسائر أضلاع المكعب من السياسيين والأحزاب (التي كانت موالية لسورية وصارت في جيبه، ومن بينها الحزب القومي السوري الذي يشاركه الآن في مغانم الاستيلاء على بيروت) والشخصيات والمشايخ (السنة، ومنهم الداعية أو الداهية الدهياء فتحي يكن الذي سلم الحزب مشايخه أول من أمس مراكز تيار المستقبل بالطريق الجديدة بعد أن نظفها له الجيش اللبناني.

وقد قالت لي شخصية مسيحية قبل عام ـ كنت أشكو إليها التشرذمات داخل أهل السنة خلال معارك مخيم نهر البارد ـ: اهدأ يا رجل! لو أنفق على المسيحيين بعد حرب تموز من أجل كسبهم للحزب عشر ما أنفق على السنة، لما بقي عندنا حجر على حجر!

وعرض السيد نصر الله في مؤتمره الميمون بتحذير المفتي الشيخ محمد رشيد قباني من الفتنة المذهبية، مستصرخا قادة حزب الله أن يهدأوا ويعوا أو نخسر جميعا. وتابع نصر الله انه لا فتنة مذهبية ولن يحدث نزاع داخلي. والحرب الأهلية لن تحصل فعلا، لأنها تتطلب طرفين أو أطرافا يتوافر بينهم الحد الأدنى من التوازن في التسلح والاستعداد والقدرات القتالية، وهذا غير متوافر في المناطق التي يتشارك العيش فيها السنة والشيعة، وبخاصة في بيروت. وقد كانت قناعات كثيرين جداً ان الحزب يستطيع الاستيلاء على بيروت خلال ساعتين. لكن كثيرين أيضاً كانوا يصدقون كلام نصر الله عن عدم استعمال سلاحه أو رجاله بالداخل. أما التعصب المذهبي، والفتنة (المذهبية) فالسيد نصر الله شخصياً مسؤول عنها ـ وإلى حد كبير ـ وخطاباته منذ حرب تموز عام 2006 ما تركت أحداً دون اتهام بالتآمر والعمالة، وبخاصة الرموز التي تحترم. وقد سمعته مرة يقول في أحد أيام عاشوراء: إنهم يريدون منعنا من ممارسة تعاليم ديننا، ولست أعلم حتى الآن كيف كان ذلك! وكيف يقف هذا الجبروت مع تلك المظلومية، وعلى مّنْ؟ على أولئك الذين ما رفعوا في وجهه يوماً سلاحاً، وقد عشنا جماعة واحدة منذ قيام لبنان، واحتضنت بيروت ـ وبدون منة ـ أهل الجنوب خلال سائر الاجتياحات الصهيونية حتى الاجتياح الأخير وعندما كان الرئيس السنيورة يستصرخ العرب والعالم من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان وجنوبه، ويستصرخ الأشقاء للإنفاق على إعادة الإعمار، كان السيد نصر الله منصرفاً إلى اتهام الرئيس السنيورة بالتآمر ومساعدة العدو. فكيف، بعد هذا كله، وبعد ما جرى في الأيام الماضية، يكون المفتي قباني مبالغاً أو مفترياً؟! وقد كلمني شيخ سني بارز أثناء مؤتمر نصر الله قائلاً إن الرجل فتح نافذة للحل، ولا أظن أنه سيحدث شيء باستثناء الاستمرار في إقفال طريق المطار! وقلت له: كنت أرى أن حزب الله سيجتاح الحكومة وبيروت في 23 كانون الثاني (يناير) عام 2006، وقد حالت يومذاك ظروف متعلقة بالتقدير الإيراني للموقف المتفجر، أما اليوم فستراهم، وترى مسلحي حركة أمل، في شوارع بيروت كلها، ولذلك أنصحك بمغادرة المدينة إلى قريتك البقاعية، وسيأجرك الله على نيتك في البقاء إلى يوم الجمعة ببيروت من أجل الخطبة!

وقال السيد نصر الله إنه غاضب من قرارات الحكومة، لأنها بذلك تسلم رأس «المقاومة» ورأسه هو إلى أميركا وإسرائيل. ويعلم الجميع، وبخاصة الشيعة في لبنان، أن الحكومة لا تريد ذلك ولا تنويه ولا تستطيعه لكن على فرض أن حكومتنا «التي يرأسها وليد جنبلاط»، كما قال السيد نصر الله، ولست أعلم لماذا الغضب الساطع هذه المرة على جنبلاط؟! بل أعلم، فهو لذر الرماد في العيون، فالمدينة التي يراد اجتياحها سنية بأغلبيتها العظمى، وهو يقدم جنبلاط كبش فداء هذه المرة لكي يتوهم السنة ولو لساعات أنهم غير مستهدفين، بحكم الخطاب الذي ألقاه المفتي قبل يوم وليلة! على فرض أن حكومتنا بهذه القوة والخطورة، فما شأن مدينة بيروت بهذا الأمر، ولماذا احتلال شوارعها، ودخول منازلها منزلاً منزلاً، وتشريد أبنائها وقتلهم، وتخريب الشواهق والأماكن التي بنيت بالدموع والدم في عصر رفيق الحريري الزاهر؟! والهجوم على مؤسسة الحريري التي ابتعثت آلاف الطلاب اللبنانيين للدراسة في الخارج، دون تمييز طائفي، وهناك حولي عشرة آلاف شاب وشابة من الشيعة اللبنانيين ابتعثوا عن طريق مؤسسة الحريري.

وهل إلى هذا الحد يزعجكم تلفزيون المستقبل وصحيفة المستقبل؟ أو تظنون أن 7 تلفزيونات أو 5 فضائيات تملكونها أو تسيطرون عليها بأموال الجمهورية الإسلامية الإيرانية الطاهرة لا تكفيكم؟ وكيف تكون العصبية، وتكون الفتنة إن لم تكن في كل هذا الذي ارتكب في هذه المدينة في ثلاثة أيام؟! وهنيئاً لكم على أي حال فقد احتاجت اسرائيل إلى ثلاثة شهور من الحصار، وأسبوع من القتال بداخل المدينة، حتى أمكن لها أن تسيطر عليها وها انتم تقبضون على أنفاس بيروت الزاهرة في ثلاثة أيام!

ما فوجئت بشيء من كل ما حصل بقدر ما فوجئت بموقف الجيش اللبناني. وكنت أظن أنه سيقف على الحياد، وبخاصة بعدما أصدر بياناً يقول فيه إنه يخشى الانقسام إن استمر النزاع في الشارع، وقلت: قائد الجيش يخشى المواجهة مع المسلحين هؤلاء، بعدما حدث في الضاحية بين الجيش والمتظاهرين الهائجين لغير سبب إلا اختبار ردة فعله. بيد أن القلق الذي ساورني لحيادية الجيش السلبية وإحجامه عن حماية المدنيين إلى غضب كبير بعدما علمت أن الجيش رافق مسلحي حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري في الاحتلالات والاقتحامات. كان بعض الشبان الذين يقومون بالحراسات في المؤسسات، أو في المراكز الحزبية يطمئنون إلى وجود الجيش فيسارعون لتسليم سلاحهم وأنفسهم إليه، لكن المراكز والأماكن التي هوجمت، سلمها الجيش لمرافقيه من مسلحي الحزب والحركة والقومي السوري. وعندما كان هؤلاء لا يجدون غنائم كافية، كانوا يكتفون بالإحراق وتمزيق صور رفيق وسعد الحريري. وهذا ما فعلوه في سائر شوارع بيروت!

لماذا اجتيحت بيروت الآن؟ كنت أرى منذ حرب تموز عام 2006، وارتداد حزب الله للداخل أنه ما عادت له وظيفة قتالية رئيسية في مواجهة إسرائيل، وتبقى العمليات التذكيرية التي تحدث عنها السيد نصر الله قبل حرب تموز ما دامت قضية المحور الإيراني ـ السوري قد تحققت، والحضور الكبير قد تحقق، وفهمت الولايات المتحدة وإسرائيل ما هو المطلوب منهما، وماذا ينتظرهما إن لم تراعيا هذا الجانب في التجاذبات المقبلة. أما العمليات التذكيرية فمن اجل استمرار الشرعنة. وهكذا فقد صارت للحزب وظيفة إقليمية رئيسية، وفيما عدا ذلك، هناك الوظيفة المحلية الرئيسية وهي خلافة سورية في لبنان، عن طريق تولي حصة الشيعة، وتزعم المتأيمين والأيتام والطامحين من سائر الطوائف، بعد تفكك التحالف الرباعي. وفي الشهور الأخيرة حدثت للحزب وتحالفه أو مع تحالفه عدة أمور كلها غير سارة: قتل عماد مغنية ـ وهو من هو ـ وقتل في سورية ـ وهي من هي ـ وسقط أنصار الحزب وتحالفه في سائر النقابات ومعظم الجامعات، وتصدع معسكر عون بعد أن غادره ميشل المر، زعيم الارثوذكس السياسي، وحمل المطران عودة زعيمهم الديني على الذين يمنعون انتخاب رئيس للجمهورية؟ بالإضافة إلى ما ينقص من شعبية عون في أوساط المسيحيين، واستمرار البطرك صفير بالسخط والحملة. وانزعجت إيران من التحول السوري باتجاه تركيا اكثر مما انزعجت من إرادتها التفاوض مع اسرائيل. وازداد التوتر بشأن النووي، واضطربت أمور أنصارها بالعراق وتصارعوا فيما بينهم، ويوشك مقتدى الصدر ان يتلقى ضربة «قاصمة» بعد خسارة مغنية. وقد استمر الدعم العربي والدولي للبنان قبل القمة بدمشق وبعدها حيث حصل اجتماع الكويت. واضطرت حماس الى التلطف مع مصر، وازدادت متاعب الرئيس الايراني الداخلية رغم ربحه في الانتخابات، وحضور «المهدي المنتظر» معه كل المناسبات! ولذلك اتخذت ايران وحزبها في لبنان قرارا استراتيجيا بغزو بيروت، بدلا من غزو اسرائيل. ذلك ان هذا أمر أقل كلفة وأكثر تأثيرا. فالعامة التي جرى تحريضها مذهبيا لمدة عامين، بالخطب والاعتصام بوسط بيروت وتلفزيون المنار تستطيع عندها أن تشفي غليلها، وايران تستطيع اظهار انفرادها بلبنان، وإرغام الاميركان على التفكير قبل الإقدام على عمل ضد ايران. والعرب سيترددون في متابعة المواجهة التي شرعوا فيها من أجل فلسطين ولبنان والعراق، ويعودون للتواصل مع ايران، وبقايا المعسكر الايراني في سورية سوف يرفعون رؤوسهم هناك من جديد في وجه العلاقة الاستراتيجية في تركيا. وحلفاء حزب الله من السنة والدروز وزعانفهم ببيروت وصيدا وطرابلس، والذين خسروا خسارة «كاملة» في انتخابات العام 2005 بعد الخروج السوري سوف يعودون لالتقاط الأنفاس، والابتزاز في أوساط الطائفتين.

الاستيلاء على بيروت من جانب مسلحي حزب الله، قرار استراتيجي ايراني أما تنفيذه بهذه الطريقة الحاقدة، فالمقصود به الإذلال والقهر، وإكمال إزالة الدولة والمؤسسات، وحزب الله تقدم السنة الى الواجهة. وبيروت الآن بين مشهدين أو واقعتين. واقعة القهر الميليشياوي في الثمانينات من القرن الماضي، وواقعة حماس في غزة. وقد قهرت بيروت بعد 6 شباط (فبراير) عام 1984 أكثر مما قهرت بالاجتياح الاسرائيلي، لأن «ظلم ذوي القربى أشد مضاضة». استعادت بيروت وجهها على يد رفيق الحريري في تسعينات القرن الماضي. كما استعادت قرارها بدمه رحمه الله بعد ظهر 14 شباط (فبراير) 2005 والآن، وبعد غزو ميليشيات أمل وحزب الله والقومي السوري للمنية، يقتل رفيق الحريري ثانية. ويحدث ذلك كله والسيد نصر الله لا يريد السلطة، ولا يريد الفتنة الشيعية ـ السنية...!!

لا يا سيد: لقد أردت ذلك كله وبخاصة بعد العام 2006. أما مسلحوك في شوارع بيروت فقد عرفوا ذلك دائما وأرادوه اليوم يتفتلون بين شوارع رأس النبع ووادي الذهب، ويتذكرون أمجاد ولذائذ 6 شباط 1984: «والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

* كاتب لبناني