والحمد لله لم تستجب السماء!

TT

غريب أن يكون لي صلة شخصية بالبابا يوحنا 23.. ولكن هذا ما حدث!

فالبابا يوحنا 23 كان عقلية فذة. وكان داعية للتقريب بين المذاهب المسيحية وبين المسيحية واليهودية. وفي آخر مؤتمر دولي سنة 1963 قرر تبرئة اليهود من دم المسيح.

الاسم القبطي أو الكنسي لهذا المؤتمر هو (المؤتمر المسكوني) والمسكوني نسبة إلى المسكونة وهي الكرة الأرضية المسكونة بالناس أي المؤتمر العالمي.

وهذا البابا ريفي ولد في إحدى القرى الإيطالية المجاورة لمدينة برجامو ورغم ثقافته ومعرفته بلغات كثيرة، إلا أنه احتفظ باللهجة الريفية. ثم إنه تنقل بين الدول الأوروبية والأمريكية حتى اختاروه البابا يوحنا 23... وتصادف في ذلك الوقت أن كانت لي صديقة إيطالية من أقارب البابا درست الفلسفة وتعرف هي الأخرى عدداً من اللغات. وكانت لنا أحلام وأوهام وآمال سابقة لأوانها.. ورأت أن تأخذني معها لزيارة قداسة البابا مع أفراد أسرتها وارتدينا الطواقي وصافحنا البابا وانحنوا جميعاً يقبلون الخاتم في يده إلا أنا وسأل من أنا فقيل له. ولكنه وضع طاقيتي فوق دماغه ثم أعادها إلى رأسي وتمنى لي الخير والسعادة.

وكانت هذه المرة الثانية التي يأخذ البابا طاقيتي. فأول مرة كان في احتفال كنسي بالكاردينالات الجدد. فوقفت بين الناس أتفرج عندما شاءت الصدفة أن تمتد يد البابا إلى رأسي ونزع الطاقية ووضعها على رأسه ثم مزقها ـ كما تقضي التقاليد. ولما خرجت من كنيسة القديس بطرس هجمت النساء ـ العواجيز مع الأسف ـ ونزعن الطاقية وتقاسمنها. وانحنى بعضهن على رأسي يقبلنه ـ طلباً للبركة التي حلت في رأسي وجسدي.

ورأت الصديقة الغالية أن البركة سوف تحل علينا مع الخير والحب ونظرت إلى السماء طويلاً طويلاً ـ والحمد لله لم تستجب لها السماء!