هل من حق العالم المشاركة في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

TT

يهتم العالم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية على نحو خاص، لا بل يذهب البعض إلى أن من حق العالم بأكمله المشاركة في الانتخابات الأمريكية باعتبار أن تأثيراتها لا تقتصر على الشعب الأمريكي ولكن تتجاوزه إلى كل شعوب العالم في ظل تنامي القوة الأحادية للولايات المتحدة التي تفرض نفسها على العالم.. ومن باب هذا الحق ينشغل المثقفون في العالم العربي كغيرهم من مثقفي العالم بما يحدث اليوم في أمريكا من سباقات ساخنة للوصول إلى البيت الأبيض.. وينحاز المزاج العالمي، خاصة في العالم الثالث هذه الأيام نحو الديمقراطيين أو الحزب الديمقراطي في مواجهة الحزب الجمهوري ومرشحه جون ماكين، فوجوه السباق في الحزب الديمقراطي أكثر إثارة وأقل تقليدية، فهيلاري كلينتون لو قدر لها أن تفوز فإنها ستكون أول امرأة تدخل البيت الأبيض كرئيس، والناس يميلون إلى تجربة المرأة الرئيسة، ولديهم القناعة بأن قدرة المرأة على الحدس تقودها في الكثير من الأحيان إلى نوع من الحقائق التي يعجز منطق الرجل عن بلوغها، والبعض يؤمن بصحة قول الشاعر والروائي لامارتين بأن «عبقرية المرأة تكمن في قلبها»، و«أن قلب المرأة يساوي عقول عشرة من الرجال».. ولو قدر لباراك أوباما أن يصل إلى كرسي الرئاسة فإنه سيكون أول رئيس أسود في البيت الأبيض، ولهذه الأولوية إغراؤها والميل إلى اكتشافها، تدعم ذلك قدرة أوباما على الخطابة ولعبة الكلمات، فحفيد راعية الأغنام في كينيا وجد في مناخات الديمقراطية الغربية ما جعله يطمح لارتقاء قمة الهرم، ووجد فيه الناس ـ الذين يبحثون عن رمز ـ المثال الجميل للالتفاف حوله في مواجهة الموروثات السياسية التقليدية..

ولكن ما مدى التأثير الشخصي للرئيس الأمريكي في النظام المؤسساتي الذي تعيشه أمريكا؟.. ليس لأحد أن ينفي أن ثمة ظلالا لشخصية الرئيس على السياسة الأمريكية، ولكن ضمن خارطة الثوابت السياسية، وتعهدات أمريكا لدولة إسرائيل واحدة من هذه الثوابت التي يتسابق المرشحون لتأكيدها، ويحرص الرؤساء على الالتزام بها، وبالتالي لا فرق في هذه المسألة بين هيلاري كلينتون أو أوباما أو ماكين..

وإذا ما وضعنا في الاعتبار هذه الحقيقة، فلا باس بعد ذلك أن تشدنا لعبة الانتخابات الأمريكية كما تشد بقية شعوب العالم، ففي النهاية: «العروسة للعريس والجري للمتاعيس»، فستظل إسرائيل مرتدية كعادتها ثياب العرس في استقبال الرئيس أو العريس الأمريكي الجديد.

[email protected]