يا حسن نصر الله.. تفضل

TT

لقد وقع ما كان يحذر منه العقلاء، فمع تطرف حزب الله الإيراني، بتشجيع ودعم سوري، بات من الواضح أن ذلك قاد إلى اطلالة الرأس الأصولي السني للرد على الانقلاب الإيراني الذي نفذه نصر الله في لبنان. فأول من أمس استنفر داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي بطرابس، أبناء الطائفة السنية «الغيورين.. لبدء مرحلة جديدة» كما قال في مؤتمره الصحافي.

وشدد الشهال على أنه «نظراً للظروف الراهنة وتداعياتها الخطيرة، وما أصاب الطائفة السنية من جرح عميق في جسدها وكرامتها، فإننا نعلن ضرورة النفير العام لتنظيم الطائفة السنية». بل إن الشهال ذهب إلى تطمين الساسة السنة بأن الهدف ليس مزاحمتهم على الزعامة. كما طمأن المارونيين قائلا «إننا أصوليون منضبطون بشرعنا الحنيف، لا نعتدي ولا نحب المعتدين».

وهنا نقول: يا حسن نصر الله.. تفضل، «يداك أوكتا وفوك نفخ»! هذه نتيجة التطرف والغطرسة في مجتمع لا يقوم إلا على التعدد. ما فعله نصر الله جريمة بحق الشرفاء من شيعة لبنان، قبل أن يكون جريمة بحق السنة والدروز. جريمة نصر الله هي العمالة لطهران على حساب لبنان.

مشكلة نصر الله أن غرور السلاح أعماه، ونسي أن السلاح لا يعجز نظراؤه من الأصولية السنية عن اقتنائه، فقد رأينا من جنون التطرف ما فاق كل أنواع الأسلحة، فهل يعجز من يريد قتال حسن نصر الله وحزبه الإيراني، وعملاء «أمل» الذين أظهروا وجها لا يقل قبحا في احتلال بيروت عن قبح حزب الله، عن توفير السلاح؟

تستطيع طهران زرع عملائها في العالم العربي، كما تستطيع الانقضاض على الدول العربية، تارة بحيل، وأخرى بعملاء، وحتى من خلال دول عربية متخاذلة ومتآمرة سيأتي يوم وتدفع فيه الثمن بلا شك، لكن المؤكد أن إيران لن تستطيع إطفاء نار الفتنة التي تشعلها. وبالطبع فإن على النظام السوري أن يعي بأنه يلعب بالنار، فهم في بحر من السنة، وحال ما كانت المعركة سنية ـ شيعية فحينها أوراق كثر ستختلط، وأوراق أخرى ستحترق.

وها هي «أمانة بيروت لإعلان دمشق» تصف ما يحدث في بيروت، بأنه إعلان حرب طائفية من جانب حزب الله الإيراني على السنّة، بتنسيق مع النظام السوري. وعلى اثرها حثت «أمانة بيروت»، علماء المسلمين السنة في سورية، على «تهيئة الشارع السوري لعصيان مدني، للوقوف في وجه المد الشيعي الفارسي».

حديث الشهال ما هو إلا أول الغيث، فهناك احتقان مرعب في الشارع السني، والمعلومات التي ترشح تقول إن ضغوطا كبيرة تمارس على سعد الحريري لتسليح السنة، إلا أن الحريري يريد أن يكون ابن رفيق الذي عمر واستشهد من دون إراقة دماء، وبالتالي لا يريد أن يكون سعد نصر الله.

السؤال الآن هو: هل يصمد عقلاء الموالاة، أم أن الغضب سيتجاوزهم ويقوم الشهال وغيره بملء المساحة، وكل ذلك بالطبع بسبب تطرف حسن نصر الله وحزبه الإيراني، ومعهم سورية؟

[email protected]