في البدء كانت الأسطورة!

TT

أيا كانت الخرافة فهي البداية السابقة على الحقيقة. فكان الظن سابقاً على النظرية والعلم. وكانت الصدفة سابقة على المنطق. وفي التاريخ أحداث مضحكة أدت إلى ظهور حقائق باهرة.

مثلاً: اكتشاف مراكب الشمس الفرعونية بدأ بأن حماراً كان يمشي عند سفح الهرم الأكبر، عندما تعثر في حجر بارز فانفتحت الأرض تحته فكانت على شكل كوة. فجاء عالم الآثار كمال الملاخ ليرى هذا الاكتشاف الكبير وكنا معاً!

ويقال إن الماعز هي التي اكتشفت نبات البن. فقد لاحظ أحد الرعاة أن قطيع الماعز والأغنام إذا ذهب إلى منطقة معينة، فإن الماعز تقفز يمينا وشمالا. وعرف أن السبب هو أنها تأكل أوراق أشجار البن.. ويقال إن أحد أباطرة الصين هو الذي اكتشف الشاي. فقد جاء عصفور وفي منقاره ورقة سقطت في كوب الماء الساخن فأصبح لونه أحمر. ويقال إن الأميرة شانزين الصينية هي التي اكتشفت شرانق دود القز، عندما رأت عددا كبيرا من النمل يزحف على شيء أصفر على شكل كرة، وأمسكت هذه الكرة في يدها فسقطت في كوب ساخن فتحولت إلى خيوط من الحرير. ومن هذه الخيوط كان أول فستان من الحرير الطبيعي في التاريخ. وظلت الصين تحتفظ بسر الحرير سبعة قرون حتى تسللت اليابان والهند وعرفوا هذا السر الدفين..

ويقال إن الإمبراطور جستنيان أوفد سراً اثنين من الرهبان لسرقة بذور شجرة التوت وشرانق دود القز. فأخفى كل منهما هذه الأسرار في عصاه!

وتذهب الأساطير إلى أن الفيلسوف العربي الفارابي إنما سمي كذلك لأنه قال: الفأر أبي، وذلك عندما سئل لماذا جعل لآلة العود هذا التجويف الذي جعل صوتها أكثر رنيناً وشجناً. قال إن الفأر هو الذي وسع هذا التجويف. فهو الذي علمه ذلك!

ويقال إن غراباً مثل غراب نوح الذي اكتشف (جبل الجودي) هو الذي أسقط تفاحة فنزلت على دماغ نيوتن الذي اكتشف بعد ذلك قوانين الجاذبية.

وأساطير وصدف كثيرة كانت بداية المعرفة!