دور الجيش

TT

التقيت امس العماد ميشال سليمان في مكتبه، في قيادة الجيش. وقلت له لا شك انك تسمع ما يقول الناس، لأن اللبنانيين يطرحون على التلفزيونات المسائل المحظورة في اي بلد عربي. وخلاصة المواقف النقدية انك لم تتدخل لحماية المواطنين خوفاً على موقعك كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.

قام العماد سليمان الى مكتبه وعاد ومعه مجموعة خرائط صغيرة. وقال: «حتى الآن ما زلت عسكرياً. والعسكري لا يستطيع العمل بالافتراضات. امامه وقائع يجب ان يتصرف من خلالها. والقرار في السياسة يمكن العودة عنه لكن الامر في اللغة العسكرية لا يستعاد الا بعد فوات الاوان. لقد انفجر الوضع فجأة امامنا في كل مكان، من بيروت الى الشمال الى الشوف. ودائماً في قلب المدن. وبدا لنا فورا ان صورة الحرب الاهلية قد تتكرر. والجيش في نهاية الأمر مشكل من بشر ومن لبنانيين ولا اريد للوباء السياسي ان ينخره. منذ ثلاث سنوات ولا عمل لنا ولا هم سوى تحصين لحمة الجيش. في النظام اللبناني لا تستطيع الاعتراض على القرار السياسي، لكن هناك حدوداً لما يستطيع الجيش استيعابه من نتائج الصراعات السياسية التي لا تهدأ ولا تستكين.

«وماذا يفعل السياسيون؟ كل ما يفعلونه هو الدعوة الى معاقبة العسكريين عندما يقومون بواجباتهم. ماذا ستكون ردة فعل المؤسسة عندما ترى ضباطها في السجون بتهمة استخدام القوة في وقف الشغب؟».

ماذا عن موقعك كمرشح توافقي؟ الى اي مدى اثر على قرارك؟

«ماذا يعني مصطلح مرشح توافقي من جميع الفرقاء؟ يعني انني شبه رئيس منتخب في انتظار جلسة الاقتراع. لست مرشحاً ولا فريقاً ولا طرفاً ولن اكون. لم اضع في حساباتي لحظة ماذا سأخسر او اربح كرئيس مقبل. فعلت فقط ما يمليه عليَّ الواجب العسكري والمسؤوليات العسكرية. كان من المستحيل وقف النار بالنار في بلد ينتظر اي فتيل منذ عامين».