جِزَم أخرى لها تاريخ!

TT

أشهر أحذية في التاريخ: جزمة الفيلسوف الذي قرر أن يختفي من الدنيا. فلا هو سعيد بها، ولا كانت. ولذلك قرر أن يلقي بنفسه في فوهة أحد البراكين وأطار الهواء المندفع من البركان حذاءه بعيدا فعرف الناس أنه انتحر.

والزعيم السوفيتي خروشوف خلع حذاءه في الأمم المتحدة وضرب المنصة. وكان اعتراضا مشينا لأنه فلاح. وحاسبوه في روسيا على هذه الفضيحة.

والثورة المصرية سنة 1952 بدأت أعمالها المجيدة بضرب السنهوري باشا في دار القضاء بالجزمة!

وأجدادنا الفراعنة كانوا يرتدون الصنادل المريحة الصحية التي ترتديها السيدة الأولى في فرنسا.. بينما زوجها الرئيس ساركوزي يرتدي حذاء له كعب حتى لا يكون أقصر منها. وأول من فعل ذلك من ملوك فرنسا قبل ذلك لويس الرابع عشر فقد كان قصير القامة.

والإمبراطور الروماني السفاح كاليجولا أطلقوا عليه هذا الاسم لأن حذاءه العسكري كان صغيرا. فأسموه «الحذاء الصغير».. وكان في الحقيقة صغير القدمين ولكن طويل الذراعين واللسان. وكان قاتلا دمويا، يجد متعة في قتل أعز أصدقائه وهو يتناول غداءه أو عشاءه. وتكاثروا عليه فقتلوه كما قتلت شجرة الدر المصرية زوجها عندما عرفت أنه سوف يتزوج.. وجاءت الزوجة القديمة وقتلت شجرة الدر بالقباقيب وألقت بها عارية تماما عند القلعة ووضعت حذاءها في فمها!

وربما كانت السيدة إميلدا ماركوس سيدة الفلبين الأولى صاحبة أكبر عدد من الجزم.. يقال ما بين 400 و500 حذاء.. عرضتها جميعا للبيع. ومن الغريب أن وجدت من يشتريها مع أنها سيدة لا قيمة لها في التاريخ!

وكان عندنا في القاهرة مفكر شيوعي كان يسمي مكتبته «بابوش» وهي كلمة فرنسية بمعنى «الصرمة» أو الجزمة القديمة.. ولما سئل عن السبب قال: واحد منا جزمة قديمة.. أنا أو الزبون.. أنا جزمة لأنني اخترت سلعة خاسرة.. وكذلك الزبون، لأن القراءة والكتابة لا تفيد أحدا!