نبيه بري.. دائما لا «أمل»

TT

يتردد في دوائر زعيم «أمل» نبيه بري، بأنه اقترح على السعودية إجراء حوار للفرقاء اللبنانيين، وانه طالب بتوجيه الدعوات للفرقاء، ليأتي حل الأزمة اللبنانية على يد السعوديين، الا أن السعودية رفضت. وعليه فإن القطريين قد قطفوا الثمار.

أقل ما يمكن قوله عن ذلك أنه هراء! فتشكيل اللجنة العربية التي جاء منها لقاء الدوحة تم تحت مظلة الجامعة العربية، وبموافقة سعودية، ومصرية، وبالتالي عربية.

إذا كان هناك من خاسر في الذهاب إلى الحوار في الدوحة، فبلا شك، أنه نبيه بري. نقل الحوار اللبناني إلى قطر يعني أن نبيه بري، قد فشل في إدارة الحوار في بيروت، ولم يعد يحظى بثقة الأطراف، أو حتى أصحاب الوساطة والمبادرات من الخارج.

نقل الحوار للدوحة إجماع على فشل نبيه بري، خصوصا أنه طرف في الصراع، ومعطل للعمل الديموقراطي بلبنان. ومعروف أن رجاله قد ساهموا في التنكيل بسنة بيروت، فقد شاهد الجميع الوجه القبيح لقوات «أمل» في انقلاب حزب الله. كما أن رجاله قاموا، مع مقاتلي حزب الله، بتعليق صور حاكم دمشق، بدلا من صور الزعامات السنية.

طالما كنت أقول لبعض الأصدقاء السعوديين إنه لا أمل في زعيم «أمل». لا تضيعوا وقتكم! وأذكر انه دار نقاش مطول بيني وبين السفير السعودي في بيروت الدكتور عبد العزيز خوجة، ذات يوم، قلت له: أنت تضيع وقتك مع بري.

يومها رد السفير السعودي بضحكته الهادئة قائلا «لا، لا، يا أخ طارق لا تقول هذا». بل إن السفير خوجة كان دائما ما يدافع عن بري، حتى والسفارة السعودية تتعرض لإطلاق الرصاص، وكان يدافع عن زعيم «أمل» في وسائل الإعلام اللبنانية.

إلا أن أول تصريح للسيد بري عند خروج السفير السعودي من بيروت بعد إطلاق النار على السفارة السعودية كان: «إذا كانت السفارة قد أغلقت أبوابها، فهذا يعني أن المبادرة العربية في خبر كان».

حديث السيد بري عن قطف قطر للثمار، يوحي بأنه يرى في الحوار ساحة مناورة، لا حلا لإنهاء أزمة لبنان. والحديث عن قطف ثمار يجعل المتابع يشعر وكأن الحوار سلة تنتقل من يد ناطور إلى ناطور آخر، وبالتالي يصبح اللبنانيون مثل العنب ليأكلهم السوريون والإيرانيون «حبة.. حبة». فالحوار اللبناني أيا يكن مكانه لا يحتمل «مستر إكس» جديدا.

عندما نتحدث عن السعودية وبري، فمن المؤكد أن زعيم «أمل» لم يدرك انه فقد مصداقيته ومكانته عند من كانوا يقدرونه. واعتقد أن لسان حال السعوديين اليوم بات يردد ما قاله وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير عندما قيل له إن السيد بري يريد العودة لطاولة الحوار، فقال حينها: «سبق له أن لعب معي هذه اللعبة».

لقد ذهبت مصداقية بري، مثلما ذهبت مصداقية «سلاح المقاومة»، وحسن نصر الله.

[email protected]