خطة النصر لهيلاري

TT

حققت هيلاري كلينتون انتصارا كبيرا في ويست فرجينيا. وهزمت باراك أوباما الذي يوصف دائما بأنه المرشح الأوفر حظا عن الحزب الديمقراطي. ومن الصعب بالفعل الوثوق بهذه المعلومات.

فمنذ انتخابات نورث كارولينا (التي حدثت منذ فترة قصيرة ولكنها تبدو وكأنها حدثت عام 1947)، كانت المؤسسة الديمقراطية ترسل إشارات تفيد بأن هيلاري لديها الحق في الاستمرار في المنافسة حتى نهاية المواعيد المقررة لها، طالما أنها لم تقل شيئا شائنا بخصوص الشخص المنتخب.

وقد كانت حملتها تركز على أن باراك شخص مخيف ويجب أن يتم إيقافه. ولم يكن ذلك الأمر سهلا، ولكنه كان ناجحا على أية حال. وقد كانت هيلاري وبيل وبقية المجموعة تتصرف بلباقة خلال الأيام القليلة الماضية، كما كان قادة الحزب في غاية الحذر.

(لقد كان من المفترض أن تكون الاستجابة الصحيحة لانتصارها بنسبة 67 إلى 26 في ويست فيرجينيا،: «حسنا أليس من اللطيف أنها تمر بلحظات سعيدة. وأنها قريبة من يوم الأم».)

وقد أعلنت هيلاري أمام مؤيديها السعداء في حفل الانتصار: «إنني أستطيع الفوز بترشيح الحزب إذا قررتم أنتم ذلك». وهنأت باراك أوباما على «منافسته القوية» في ويست فيرجينيا، على الرغم من أن استراتيجية أوباما لم تكن تعتبر أنها ولاية بالفعل.

وإذا أرادت كلينتون الاستمرار في السباق والفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، فإليها هذه الخطة:

1) تحقيق فوز كبير في كنتاكي. وبصورة نموذجية، فإنه يجب تحديد عدد الأصوات التي يحصل عليها أوباما بما لا يزيد على 100 صوت.

2) أن تختفي ولاية أوريغون التي يجري الاقتراع فيها في نفس اليوم، وتغرق في المحيط الهادئ.

3) أن تحوز هيلاري على سبق كبير في بورتو ريكو، وأن يتم اعتبارها ولاية قبل التصويت أيضا.

4) وأخيرا، ومع بدء الاقتراع في ولاية ساوث داكوتا يوم 3 يونيو (حزيران)، يقوم توماس جيفرسون الرئيس الأميركي السابق من قبره، ويقوم على جبل راشمور ويصيح بأعلى صوته: «انتصري أيتها الفتاة».

نعم إنه سيناريو طموح. لكن ذلك ليس أقل مما نطمع فيه من أكثر العائلات السياسية عملا في تاريخ أميركا.

لقد قالت هيلاري يوم الثلاثاء مساء: «هناك من يرغبون في اختصار هذا السباق. إنهم يقولون: تخلي عنه. إنه في غاية الصعوبة». وفي واقع الأمر، فإن ذلك مجرد خيال، فلا أحد ممن يرغب في أن تتوقف عن السباق يقول لها: «إنه غاية في الصعوبة». إن هيلاري تحب العقبات الصعبة.

وتميل هيلاري لوصف نفسها ومؤيديها بأنهم «يعملون بجد» وقد يزعج ذلك البعض. نعم نحن جميعا معجبون بطاقتها على العمل. وحقيقي أن باراك يتحدث عن فترة ترشحه عن الحزب لنحو عام ونصف العام، وكأنها أشد فترات حياته إرهاقا. لكنها تجعل من مجرد العمل على تأييدها هو العلامة على العمل الجاد. فمؤيدوها «من الجادين في العمل الذين يتحدون الصعاب من أجل مستقبل أفضل لأنفسهم ولأطفالهم». أما مؤيدوه هو، فإنهم مجرد مرتزقة يرتزقون من مدخرات أجدادهم ويرفضون الالتزام بالزواج.

أما مؤيدو هيلاري، فلا شك أنهم يشعرون بأنهم «يجب أن يعملوا بجد». حتى إذا كان ذلك غير ضروري.

* خدمة «نيويورك تايمز»