تذكرات

TT

تذكرت فرنسا هذا الشهر مرور نصف قرن على قيام الجمهورية الخامسة العام 1958 وأربعين عاماً على «ثورة الطلاب» العام 1968 التي أدت إلى سقوط شارل ديغول بعد ذلك بعام. وقد تأملت بدوري الأحداث التي بدأت بتغطيتها في هذا البلد منذ العام 1961. فبعد عام استقلت الجزائر. وانهارت العلاقة الأميركية ـ الفرنسية بعد اغتيال جون كينيدي. وتحولت فرنسا إلى دولة نووية ودولة صناعية كبرى بعد تخبط اقتصادي جعلها في مصاف الدول المحتاجة.

وفي العام 1969 ذهبت إلى مطار لو بورجيه لأكتب عن طائرة مدنية أسرع من الصوت تسمى «الكونكورد». وفي أيار 1968 كنت في باريس عندما وقعت ثورة أخرى من ثورات الفرنسيين بقيادة طالب ألماني يهودي أحمر الشعر يدعى دانيال كوهين بندت. ومع فرنسوا ميتيران تحولت فرنسا من الديغولية إلى الاشتراكية طوال 14 عاماً لم يغير ميتيران خلالها شيئاً من رأسمالية بلاده.

من ديغول إلى اليوم خمسة رؤساء: وريثه، جورج بومبيدو، وزير ماليته جيسكار ديستان، خصمه التاريخي ميتيران، الديغولي جاك شيراك، والآن نيكولا ساركوزي. وكان ديغول يصر على اسم «روسيا» ويرفض الإشارة إلى «الاتحاد السوفياتي» فعادت روسيا إلى اسمها. وكان يقول إن حلف فرصوفيا سوف يصبح بلا معنى فأصبح الحلف ذكرى من الماضي. صف طويل طويل من رجال فرنسا التاريخيين غاب وأصبح رئيسها ابن مهاجر هنغاري وسيدتها الأولى مهاجرة إيطالية.

لا أستطيع أن أتذكر التطورات والمتغيرات الهائلة التي تمكن الفرنسيين الآن من السفر إلى لندن تحت مياه المانش التي كانت مسرح حروبهم مع الإنكليز. ولذا من المريح لي أن أتأمل هذا الوطن العربي الكبير الذي لا يتغير فيه شيء

وما يزال أي عربي عاجزا على الحصول على تأشيرة دخول إلا إذا كان يحمل جواز سفر أجنبياً. واللبنانيون الذين أسسوا أول مدرسة في روما العام 1656 وأول مطبعة في الشرق يتحاورون حول قانون الانتخاب.