النجاح هو خطوة في طريق صاعد هابط شاق!

TT

جاءني مطرب شاب وسألني: ما العمل؟!

أما العمل الذي يريده أو يريد أن يؤديه أو المخرج الذي يجب أن يسلكه، فهو أن يكون مطرباً يتقدم ويتفوق ويكون مرموقاً.

لا بد أن تكون عنده الموهبة.. أي «الحس» الجميل والأداء السهل والثقافة الفنية والصبر والاستمرار.. وقلت له.. ولم يكن سهلاً عليه أن يجد أن كل هذه هي شروط النجاح، ولكن مع الأسف هذه هي شروط نجاح المطرب والموسيقار والرسام والممثل والكاتب والمهندس والطبيب.

أي لا بد أن يلمس في نفسه حباً شديداً لهذا الذي يريد أن يعمله في حياته، ولا بد أن يشغله الفنانون الكبار أولاً ثم الصغار المعاصرون له.. فلا بد أن يكون قد سمع عبد الوهاب وفريد وعبد الحليم وأم كلثوم وفيروز ونجاة وفايزة وشادية وأن يلتفت إلى ما يقوله زملاؤه الشبان.

وأن يستمع وأن يتأمل وأن تكون أذنه على المطربين وعيناه على الجماهير.. وأن يعيش معهم وبهم وأن يحب لا أن يكره وأن يحاول دائماً.

وإذا كان الكاتب الشاب يجب أن يقرأ للكبار فلكي يتعلم منهم: كيف تتركب العبارة. وكيف يتسلل الفكر، وكيف تجيء النتيجة وحدها بلا إكراه.. ولا بد أن يقرأ بلغات أخرى.

وأن يكون له من الكتاب والمفكرين أساتذة ونماذج وأن يمضي وقتاً أطول في القراءة وليس في الكتابة. وأن يحب الكتاب وأن يحب صناعة الكتابة، فإذا أحب يجب أن يصبر، وإذا صبر يجب أن يثابر، وإذا ثابر يجب أن يصبر وأن يكون جاداً في صبره ومثابرته، فمن غير الروح الجادة فلا وصول إلى أي هدف!

وكل المحبين هم نموذج لذلك.. فالمحب أو العاشق يركز على محبوبته، وينفرد بها وينشغل بها عن كل شيء آخر.

وكذلك صاحب كل مهنة يجب أن يحب أن يعشق أن ينشغل بالمعشوقة عن الدنيا، وإلا فلن يبلغ شيئاً. ونجاح أغنية واحدة أو كتاب واحد أو لوحة واحدة ليس هو النجاح..

وإنما هو خطوة في طريق صاعد هابط شاق، والنجاح أيضاً ليس يوما ولا سنة وإنما هو عمر.. وقد لا يكفي عمر واحد!