لوحات فاروق حسني في تكساس

TT

يتهم بعض المثقفين فاروق حسني أن لوحاته الفنية قد اشتهرت نظراً لوضعه كوزير للثقافة ولكن في الحقيقة أن هذا اتهام ظالم تماماً فقد حضرت افتتاح معرضه منذ حوالي ستة أشهر بمتحف الفن بمدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا وأخيراً نقل المعرض إلى متحف الفنون الجميلة بمدينة هيوستن بولاية تكساس.

وعندما وصلنا إلى الفندق الذي نقيم فيه وجدنا دعاية موجودة داخل المجلات بالغرف بعنوان «فاروق حسني وطاقة إبداع الفن التشكيلي».. وعندما وصلنا إلى المتحف ودخلنا لنشاهد هذه اللوحات أحسست أن اختيار الألوان والموضوعات جعلت النقاد يشيدون بالفنان المصري الذي استطاع أن يخرج من المحلية إلى العالمية لأول مرة حتى طلب المتحف الذي عرض فيه هذه اللوحات بفلوريدا أن يقتني لوحة لكي توضع داخل المتحف وفي نفس الوقت طلب متحف هيوستن أن يعرض لوحة أخرى ليصبح أول فنان مصري تعرض لوحاته بصفة دائمة داخل المتاحف العالمية.. وقد وجدنا أن هناك العديد من المهتمين بالفن التشكيلي يحضرون حفل الافتتاح ولكن المفاجأة هي حضور العديد من النقاد والصحافيين ومندوبي الإذاعة والتلفزيون لتغطية هذا الحدث المهم. وقد حدث اهتمام شخصي مني لهذا المعرض لأنني أحضر افتتاح العديد من المعارض الأثرية بأميركا وأرى الحضور الطاغي لمعرفة آثار الفراعنة وكيف أنهم غزوا قلوب الشعب الأميركي ولكن عندما أرى أحد أحفاد الفراعنة يقف أمام المثقفين ويلقي كلمة عن المعرض ويتحدث للإعلام عن تأثير البحر ومدينة الإسكندرية على نشأته كفنان وقد وجدت معلق تلفزيوني من مدينة دالاس يحضر لتغطية المعرض ويقيم حديث طويل مع فاروق حسني يدل على اهتمام الإعلام الأجنبي بمثقفينا وفنانينا. وقد أشاد مدير المتحف بالمعرض وبالفنان فاروق حسني ولم يشر الكثيرون إلى وضعه كوزير لأن كونه فنان طغت على وظيفته كوزير وقد أسعده هذا تماماً حتى أن إحدى الصحف كتبت عن معرض الفنان فاروق حسني وزير الثقافة السابق وهذا يؤكد اهتمام الصحف به كفنان بالدرجة الأولى. وقد حضر الافتتاح من واشنطن السفير نبيل فهمي سفير مصر لدى أميركا وقد وقفت ألقي كلمة عن المعرض وعن معرفتي بفاروق حسني كفنان وطلبت من السفير نبيل فهمي أن يلقي كلمة وخاصة لأنه ينهي فترة هامة من عمله كسفير لمصر لدى أميركا بعد ثماني سنوات من العمل المضني في ظل هذه الظروف. كان وجود فنان مصري يلتقي بالمثقفين والفنانين من مختلف الجنسيات بمدينة هيوستن حدثا فنيا مهما يؤكد على أن للفن لغة عالمية يجتمع حولها الجميع وأن الفنان رسول يحمل رسالة حب وسلام لكل شعوب العالم بعيداً عن السياسات والحكومات.

سوف يستمر المعرض داخل المتحف حتى أكتوبر (تشرين الاول) المقبل وبعد ذلك سينقل إلى باريس ليعرض داخل متحف معهد العالم العربي.. لقد كانت عبارات الترحيب واستقبال النقاد وطريقة عرض اللوحات بمثابة تكريم دولي لفنان في وزن فاروق حسني وأسعدني أن أراه مبتسماً مرحباً بضيوف معرضه الذي هو في وجهة نظري خير دعاية له لكي يحصل على منصب مدير اليونسكو لكي يقدم الكثير لتراثنا الحضاري الإنساني لقد كانت حالة حب وامتنان لفنان مصري حفيد حضارة عظيمة قامت على أرض مصر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة..

www.guardians.net/hawass