نعيش ونموت بها!

TT

لا يوجد طعام أو شراب أو دواء لا يخاف منه العلماء، ابتداء من الماء والهواء والضوء حتى العقاقير الطبية بكل أنواعها، فالناس يخافون من المرض ويسرفون في تعاطي الأدوية والأطباء يحذرون من الأدوية..

وحالنا هكذا: نخاف المرض ونخاف العلاج من المرض.. فالخوف عام.

ونخاف على حريتنا، ونخاف من حريتنا، ونحن في حالة من التوتر، والتوتر هو أساس كل الأمراض النفسية والجسمية والعقلية والاجتماعية، وإذا استعنا على التوتر بالمهدئات فهي ضارة أو بالمخدرات فهي أكثر ضرراً وبالكحول وبالإسراف في الحب أو بالدردشة السياسية والدينية فنحن نعالج المرض بما هو أشد ضرراً من المرض، أي نداوي أنفسنا من الأمراض بالأمراض الأخرى!

ويوم استطاع العلماء تحطيم الذرة، طريقاً إلى إطلاق الطاقة الموجودة فيها على شكل قنابل ذرية وهيدروجينية وكوبالت وميكروبية، أصبحنا جميعاً في حالة من الخوف الجنوني والخوف على الإنسان وحضارة الإنسان. ولما تعادلت الدول في قدراتها النووية دخلنا في مرحلة الردع النووي أو التوازن النووي.. أي وجود القنابل النووية عند الروس والأمريكان؛ فكلاهما يتربص بالآخر ودخلنا مرحلة الحياد النووي..

ولما تعمقنا في رحلات الفضاء وتطورات التلسكوبات على الأرض وفي سفن الفضاء وجدنا الأحجار الضالة بين الكواكب وقال لنا العلماء إن كوكب الأرض من الممكن أن يكون تراباً في لحظات إذا اصطدم به أحد الأحجار ولا بد أن يحدث قريباً أو بعد مليون سنة.. وقد سقطت كثير من النيازك على الأرض وقضت على الحيوانات والنباتات..

فكوكب الأرض هو شيء ضئيل جداً بالنسبة لهذا الكون الهائل طولا وعرضا وعمقا وبداية ونهاية.. ففناء الأرض ليس حدثاً فلكياً كبيراً تماماً كما تموت نملة في استاد القاهرة، فنحن ضحايا مخاوفنا التي صنعناها بقولنا ونطاردها وتطاردنا ونولدها ونعيش بها ونموت فيها!