لكي لا «يمكسك» المشاهد العربي أو «يترك»

TT

لست متابعا جيدا للمسلسلات الدرامية، فأنا أشاهد حلقة وتفوتني اثنتان، ولا أتصور أن بمقدوري متابعة مسلسل تصل حلقاته إلى الثلاثين، ولذا أغبط الذين يتابعون المسلسلين التركيين اللذين تقدمهما قنوات mbc هذه الأيام والتي تصل حلقات أحدهما إلى 150 حلقة، وذلك يعني أن على المشاهد الاستمرار 150 ليلة أمام شاشة التلفاز لكي يصل إلى نهاية الأحداث، ولست أدري من أين يأتي هؤلاء المشاهدون بالصبر، ولا بالوقت المتاح، ولله في خلقه شؤون..

وقد وجدت في الرسالة التي وجهها رئيس مجلس إدارة مركز تلفزيون الشرق الأوسط وليد آل إبراهيم إلى المنتجين الخليجيين والعرب بأن mbc ستبادر إلى إعطاء المشاهد بدائل عن الدراما العربية إذا لم يرشدوا أسعار مسلسلاتهم تهديدا لأمثالي الذين يرون أن البدائل عن المسلسلات الخليجية والمصرية والسورية ستكون المسلسلات التركية والمكسيكية المعروفة بأن أحداثها الدرامية تعتمد أسلوب الأفلام الهندية في «اللت» و«العجن» والدوران في نقطة واحدة إلى آخر العمر..

وكم أتمنى أن يستجيب المنتجون العرب والخليجيون للرسالة التي وجهها وليد آل إبراهيم لكي لا «يمكسك» المشاهد العربي أو «يترك»، فالدراما في أي مجتمع من مجتمعات الدنيا تعالج في الغالب هموم إنسان مجتمعها، فالدراما المكسيكية تعالج قضايا ليست بالضرورة ضمن أولوياتنا، ومثلها الدراما التركية، وبالتالي لا بدائل عن الدراما العربية لمجتمعنا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن وظيفة الدراما ليست ترفيهية بحتة، وأن لها رسائلها الثقافية والأخلاقية والاجتماعية..

أدرك أن رئيس مجلس إدارة mbc انطلق في رسالته إلى المنتجين العرب والخليجيين من مغالاة غير منطقية في الأسعار، فالكثير من المنتجين في الساحة العربية لا تندرج ضمن حساباتهم الرسالة الفنية أو المسؤولية الاجتماعية، فهم تجار في الغالب جاؤوا إلى الفن بحثا عن الكلأ والمرعى، فنصبوا أطناب خزائنهم في ساحة الفن، وكان الناتج الكثير من دراما المقاولات التي وجدت طريقها عبر اختلال ميزان العرض والطلب نتيجة زحمة الفضاء بالقنوات..

أعرف أن معايير mbc في اختياراتها الدرامية كانت الأفضل خلال الأعوام الأخيرة، واضطرارها إلى البحث عن بدائل غير عربية تمثل خسارة للمنتجين، وللقناة، وللمشاهد العربي.. فهل يحسبها المنتجون العرب قبل أن تدير القنوات الفضائية العربية مؤشر بوصلتها، وترحل بعيدا ولو إلى حدود المكسيك؟

[email protected]