بن عاكف!

TT

أراد مرشد جماعة الإخوان المسلمين المصرية، مهدي عاكف، أن يهرب من تصريحاته الأخيرة التي أشاد فيها بزعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أسامة بن لادن، واعتبره فيها مجاهدا مخلصا، إلا أن المرشد، وكما يقال، أراد أن يكحلها فأعماها.

السيد مهدي عاكف أراد تخفيف تصريحاته التي امتدح فيها بن لادن، فخرج علينا مفسرا ومبررا بالقول إن «ما يقوم به بن لادن ضد المحتل في العراق وغيره من بلاد المسلمين الواقعة تحت الاحتلال جهاد، لكن ما يقوم به ضد الشعوب والمدنيين في بلاد المسلمين وغيرها فهو لا يجوز».

والسؤال هنا: هل كل ما يفعله تنظيم «القاعدة» في العراق من قتل وغدر، وتفخيخ للبشر، المرضى منهم، والأطفال، والنساء، وما يقوم به من جز للرؤوس، واستهداف للأسواق والمدارس ودور العبادة، ناهيك من هدم المنشآت، وتعطيل عجلة الحياة السياسية في العراق.. هل كل هذا يعد جهادا؟ وهل ما يفعله تنظيم «القاعدة» من جرائم في أفغانستان جهاد؟

تصريحات مرشد الإخوان، ومحاولته لاستدراك ما قاله من مديح في حق بن لادن، لا يمكن وصفها إلا بالفذلكة وبالتشاطر الذي لا ينطلي على عاقل. أحاديث من هذا النوع من أجل تلميع وتمجيد إرهابي بحجم أسامة بن لادن، من رجل مثل مرشد الإخوان المسلمين في مصر، تجعله يستحق وعن جدارة لقب «بن عاكف».

اشادة مرشد الإخوان المسلمين في مصر بإبن لادن لا يمكن وصفها إلا بالجريمة. فهل يعقل أن يدافع أحد عن زعيم «القاعدة» بعد ما فعل ويفعل تنظيمه الإرهابي من كل أنواع الجرائم بحق كل من العراق، ومصر، والسعودية، والكويت، والمغرب، وتونس، والأردن، والجزائر، والمغرب، واليمن، وأوروبا، وأميركا، وغيرها من دول العالم؟

تصريحات بن عاكف الأخيرة عن بن لادن تأتي من مرشد تنظيم يقدم نفسه تحت شعار أن الإسلام هو الحل، ويقدم أفراده أنفسهم على أنهم متسامحون، ومؤمنون بالعمل السياسي. لكن الصحيح أن تنظيم الإخوان المسلمين مشكلة وليس حلا، كما أنهم خطر حقيقي.

تنظيم الإخوان هو الذي حاول إنشاء ميليشيا عسكرية في مصر على غرار حزب الله وحماس، ثم قال إنها لا تعدو أن تكون «لعب عيال». وبن عاكف هو الذي قال من قبل «طز في مصر». وتنظيم بن عاكف هو الذي حاول إعداد مسودة إصلاح دستوري لمصر كانت تعني فرط العقد الاجتماعي المصري.

وتنظيم بن عاكف هو الذي أصدر بيانا يدعم فيه نظام دمشق في القمة العربية الأخيرة، وأيد حزب الله بعد انقلاب بيروت، وعلى صلة وثيقة بالنظام الايراني الذي يسعى للسيطرة على العالم العربي.

واليوم لا غرابة في ان يمتدح مرشد الإخوان المصريين زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. ولذا فعن جدارة يستحق السيد مهدي عاكف أن يسمى بن عاكف، على غرار من يدافع المرشد عن صدقه وإخلاصه المزعوم!

[email protected]