أول فرشاة كانت من 5 قرون!

TT

إنهم كانوا يضربون الفنان ميكلونجلو!

قالها أحد نظار المدارس الإيطالية عندما عنفوه لأنه ضرب التلامذة الصغار. فقال هذه العبارة ليدلل على أن الضرب لم يمنع موهبة عظيمة أن تنمو وتكبر وتتعملق حتى العبقرية. وكان أهل الفنان العظيم يضربونه لأنه يرسم في كل مكان وعلى أي جدار وعلى أي كتاب وأي زي يجده. وكانوا يرون فيما يفعله الصغير لهواً وعبثاً وقذارة. ولم يفلحوا في أن يحولوه عن الرسم وعن عمل التماثيل من العجين ومن الخبز ومن الطين.

ولم يعرف العالم الفنان ميكلونجلو إلا بعد أن صنع تمثال «الرحمة» للسيدة العذراء تحمل طفلها على صدرها.

ولذلك رأى البابا يوليوس الثاني أن يطلب من ميكلونجلو أن يرسم القبة السداسية في كاتدرائية الفاتيكان. فصعد الفنان على سلم وظل مشدودا إلى السقف أربع سنوات. يرسم قصة الإنسان منذ خلقه الله ومنذ خرجت حواء من ضلع آدم وبقية القصص التي وردت في التوراة. وقد حاول البابا أن يعرف بالضبط في أي شيء يضيع الفنان وقته. فقيل له في النوم وقيل له في الشرب وقيل إنه شاذ جنسي. وذهب إليه البابا وطلب إليه أن يرسم أمامه فلم يفعل. وراح يضربه بالعصا.

وعندما علم البابا أن الفنان قد رسم صوراً عارية أقام قداساً يطلب فيه الرحمة والعفو من الله. فهو غير قادر على أن يمسك يد الفنان عن الرسم كما يريد.

وفي آخر محاولة للبابا قال له: يجب أن تغطي هذه الأجسام العارية. فكان رده أن الله قد خلقها كذلك، وهو يحاول أن يقترب من اللحظات التي خلقها الله..! فكان البابا يفزع ويلجأ إلى الصلاة والدعاء ألا يدخل النار فهو الذي كلف الفنان أن يرتكب هذه المعصية!

أما المناسبة فهي مرور خمسة قرون بالتمام والكمال على أول فرشاة لمست القبة السداسية في كنيسة الفاتيكان!