ما يجب على أوباما وكلينتون القيام به

TT

قد يكون مناسبا أن تشهد الأيام الأخيرة من السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي فضيحة أخرى لكلينتون، لتكون الأخيرة في سلسلة طويلة تعود إلى وايت ووتر.

وهذه المرة، إذا كنت لا تعلم، كانت خلال حوار أجرته هيلاري كلينتون مع هيئة التحرير في صحيفة «أرغوس ليدر»، والتي حاولت خلاله تبرير استمرارها في حملتها بالإشارة إلى أن الانتخابات التمهيدية عادة ما تستمر حتى الصيف، ولفتت إلى أن روبرت كنيدي قد تم اغتياله في يونيو (حزيران).

لم يكن هذا هو المثل الأفضل الذي يجب استخدامه، ولكن كان من العبث القول، كما فعل بعض مؤيدي باراك أوباما على الفور، أن كلينتون تلمح إلى إشارة مظلمة في مستقبل أوباما.

لماذا يكتسب كل ذلك أهمية؟ الأمر ليس له علاقة بمرشح الحزب الديمقراطي: أوباما سيكون مرشح الحزب الديمقراطي. ولكنه سيواجه مشكلة، حيث يشعر الكثير من أنصار كلينتون أنها قد تم معاملتها بطريقة تفتقر إلى العدل. وهذه المرارة التي تسببت فيها حملات الانتخابات التمهيدية قد تكلف أوباما البيت الأبيض.

ولأن الانتخابات العامة تتعلق بالقضايا، فيجب ألا تحول أي مشكلة بين أوباما وبين كسب المؤيدين السابقين لكلينتون، لاسيما أصوات الطبقة العاملة البيضاء التي خسرها خلال الانتخابات التمهيدية. وتعاني خطة الرعاية الصحية لأوباما من ضعف خطير، ولكن، مع هذا، فإن برنامجه سيكون في صف العمال أكثر من برنامج منافسه.

نعم، لقد أبدى جون ماكين اتجاهات معينة وأصبح نموذجا سيئا للمحافظين، فهو يؤيد خفض الضرائب على الأغنياء والمؤسسات، ولكن دائما ما تحتوي الانتخابات على الكثير من المشاعر والقضايا، وهناك بعض نذر الشؤم في بيانات الانتخابات.

ففي فلوريدا، تشير تقديرات موقع «بولستر دوت كوم» Pollster.com الإلكتروني إلى أن ماكين يسبق أوباما بشكل ملحوظ. وثمة مشكلة في ولاية أوهايو. صحيح أن الانتخابات التمهيدية قبل الانتخابات العامة لها محصلة ضعيفة، ولكنها تحمل، بلا شك، أسبابا للقلق.

النقطة الأهم هي أن أوباما قد يحتاج إلى مناصري كلينتون المستائين، خشية أن يخسر في هذه الانتخابات.

ومن ثم، ماذا يجب على أوباما ومؤيديه أن يفعلوا؟

أولا، يجب عليهم أن يدركوا أن استعداء كلينتون بصورة مستمرة لن يعود بالنفع على أحد سوى ماكين، ففضيحة أخرى لن تقنع الملايين من الناخبين الذين وقفوا مع كلينتون على الرغم من الهجمات المستمرة عليها بأنها كانت مثالا للشر طوال الوقت، ولكن من المحتمل أن تدفع البعض إلى البقاء في منزلهم خلال نوفمبر (تشرين الأول).

كما لا يجب على مناصري أوباما أن يقللوا من قوة كلينتون، وأن يعطوا انطباعا بأن الناخبين الذين صوتوا لكلينتون كانوا من الريفيين البسطاء.

وماذا بعد؟

يأتي الدور على كلينتون، فهي تحتاج إلى أن تكون حذرة حتى لا تكون عنصر فساد خلال ما بقي من الانتخابات التمهيدية. كما تحتاج إلى أن تنحني بلباقة إذا ما فاز أوباما، وهو ما يبدو شبه مؤكد. وتحتاج إلى العمل لصالح المرشح بمجرد أن يتم الاستقرار عليه. وبالفعل فقد قالت إنها ستقوم بذلك، ولا يوجد سبب كي نظن أنها لا تعني ما تقول.

ولكن بالأساس يعود الأمر لأوباما في شأن حماية وحدة الحزب التي طالما وعد بها، بدءا من جانبه.

ومن الأشياء التي يمكن القيام بها، والتي ستكون لفتة احترام للديمقراطيين الذين صوتوا بإيمان، هو الاعتراف بالأصوات التي كانت في الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا، الأمر الذي لن يغير شيئا في نتيجة السباق للفوز بالترشح.

وماذا عن عرض منصب نائب الرئيس على كلينتون؟ لو كنت مكان أوباما، لفعلت هذا. فإضافة كلينتون إلى البطاقة أو على الأقل تقديم العرض قد يضمد بعض الجراح التي حدثت خلال الانتخابات التمهيدية القميئة. وهنا النقطة الأهم، فالكابوس الذي يجب على أوباما ومؤيديه الخوف منه هو أن يخسر في هذا العام الذي فيه كل شيء في صالح الديمقراطيين. نعم، هو يحتاج للقيام بكل ما يستطيع حتى يضمن أن ذلك لن يحدث.

* خدمة «نيويورك تايمز»