ضحكات المعجبات

TT

لم يمر عليّ إنسان منافق ومراوغ مثل رجل لا أريد أن اذكر اسمه لسبب بسيط وهو: انه لا يتورع من استخدام يده في المزاح، فكيف إذا غضب؟!

ذلك الرجل كنت «أتصرمح» معه في صالة أحد الفنادق الكبيرة في القاهرة، وإذا بامرأة (شمطاء) تحمل على كاهلها وعنقها ومعصميها ما (ثقل وزنه وغلا ثمنه) من الرياش والمجوهرات.

لمحتها من بعيد وهي تتهادى مقبلة نحونا، وكانت مبتسمة بفم مفتوح سعته لا تقل بأي حال من الأحوال عن (ثماني بوصات)، اعتقدت للوهلة الأولى أنها تضحك لي ـ لأنني للأسف دائماً وأبداً متعود على ضحكات المعجبات من خفيفات العقول ـ، ولكن أملي خاب وحمدت ربي عندما سمعتها تصيح وهي فاردة ذراعيها كأية (بجعة) فردت جناحيها، ومرحبة ومهلية بذلك الرجل الذي كنت برفقته، وهو في البداية جفل منها ولم يعرفها، وعندما عاتبته على ذلك، سرعان ما تدارك نفسه قائلاً لها بنفاق واضح: مش معقول يا مدام (......)، إيه الحلاوة، إيه الشياكة؟!، اعذريني ولا تؤاخذيني لقد تغيرت كثيراً منذ أن شاهدتك والتقيت بك آخر مرّة.

أعجبت (الخبلة) بنفاقه كثيراً إلى درجة أنها ترنحت وهي واقفة من فرط السعادة إلى درجة إنني خفت على كعب حذائها أن ينكسر.

وما أن ذهبت وهي تتمايل حتى التفت لي يسألني وهو يشير لها قائلاً: هل شاهدت بالله عليك امرأة أكثر بشاعة منها؟!، قلت له: إلى الآن لا، كما أنني لما أشاهد رجلاً أكثر بشاعة من نفاقك أنت.

قلت له ذلك، وكانت عيني (زايغة) ـ الله لا يحاسبني ـ وهي تطارد من بعيد قطيعاً من الظباء الشاردة، وكانت إحداهن تمشي وكأنها ترقص.

* *

عرض محمد بن الجهم داراً بخمسين ألف درهم، فلما حضروا ليشتروا قال: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص (جاره الطيب)؟!، فقالوا: وهل يباع الجوار؟!، فقال: وكيف لا يباع ولا يكون له ثمن جوار، وهو من إذا سألته أعطاك.

وعندما بلغ ابن العاص ذلك، قام من مجلسه سريعاً وحضر المزايدة وأعطى ابن الجهم مائة ألف درهم وقال له: امسك عليك دارك.

يا ليتني (الجار الوحيد) لابن العاص، وفي كل يوم مزايدة.

* *

مثلما هو معروف، فإن الطلاق في بلاد الغرب المسيحي يجب أن يتم بالتراضي والتوافق.

وقد أعجبتني إحدى النساء عندما طلب منها زوجها الطلاق، فأجابته قائلة: إنني اقبل ذلك ولكن على شرط أن تعيدني إلى ما كنت أنا عليه قبل زواجي منك.

ـ وكانت قبل أن تتزوجه أرملة ـ

ويا أيها الرجال احمدوا الله على نعمة الإسلام.

[email protected]