آه يا وجع!

TT

قهر حينما يحجب المرض رايتك التي رفعتها فنارا للمتعبين..

وجع حينما لا يحترم الألم عشقك للحياة، وحبك للفرح، فينتصب كشارة مرور حمراء في وجه حلمك الأخضر..

قاسية هي الأيام حينما تهدهدك طويلا في أرجوحة العمر، ثم تتركك على تخوم التعب وتمضي كصديق غدر..

خادعة كل الدروب التي تستقبل خطواتنا باتساعها، ثم تضيق فجأة كعنق زجاجة كالحة..

متقلبة هي الدنيا يا صديقي كأسطوانات أغنياتنا القديمة..

تعودت يا صاحبي أن تغري العيون بالسفر إلى نافذتك كل صباح: في الصيف والشتاء، في الربيع والخريف، لتبدأ صباحاتها بزقزقة حروفك، وموسقة كلماتك، ومواويل عباراتك..

اليوم يا سيدي حضرت وكانت النافذة مغلقة.. فهل أحدثك عن أشواق الحروف إليك؟!

كنت أسألك دائما:

«ليه يا بنفسج بتبهج

وانت زهر حزين؟!».

فلا تجيب وتسرح بنظراتك في مشتل الحلم..

فامتط اليوم يا صديقي صهوة الشمس، وعد إلى مشرق أيامك.. استعد فرحك المسروق من ركاب الوجع، وابتهج بالفجر كالطيور، كالورود، وغن:

«سأعيش رغم الداء والأعداء

كالنسر فوق القمة الشماء».

أرم وجعك على أرصفة الدنيا..

اصفع بقدميك الأرض، وامش..

فالشمس ستشرق غدا،

وسيعبر الزمان من تحت النافذة..

وحينما تفتح الستائر ستجد أحزانك راحلة، فالآهة طائر جوال يرفض أن يظل حبيسا داخل قفصك الصدري..

....

عبد الله الجفري.. أيها الجميل: لو كنت طبيبك لآثرت أن أعالجك بالشعر.. بالموسيقى.. بالنثر المجنح.. فمثلك لا يحتمل رائحة المستشفيات، والعقاقير، وبرودة المعاطف البيضاء..

فانهض يا صديقي من سرير مرضك، واكتب، فالكلمة داؤك، والكلمة دواؤك..

ولك حتى الشفاء دعاء.

[email protected]