وقعت في القاهرة وانتشرت في المدن الأخرى (2 ـ 2)

TT

وعندي تجربة معروفة أصابت القاهرة بالفزع وكل مصر بالرعب. وكنت الطرف الرئيسي في هذه الظاهرة، فقد جاءني اثنان من القضاة. كانا عائدين من مطار القاهرة عند منتصف الليل عندما استوقفتهما فتاة طويلة جميلة ترتدي ملابس مبللة. وواضح أنها تنتفض من البرودة. وطلبت منهما أن يوصلاها إلى بيتها. طبيعي أن يخلع أحد القاضيين الجاكتة ويضعها على كتفيها. ونزلت الفتاة من السيارة ووقفا ينتظران أن تبعث لهما بالجاكتة، فلم تفعل. وطال وقوفهما. ثم تقدما نحو الباب وتعالت أصوات الكلاب. ثم ظهر رجل وقور يبدو أنه كان نائماً وسأل فقيل ليه وكأنه يعرف القصة وأشار إليهما بالجلوس وانتظرا وجاء الرجل حزيناً ثم أشار إلى صورة على الحائط. وسألهم إن كانت هي، فقالا: نعم. فقال: إنها ابنتي ماتت من عشرين عاماً!

ونزل معهما إلى المقابر وعلى مقبرتها وجدوا الجاكتة. انتهت القصة التي استمعت إليها من اثنين من كبار القضاة في مصر. وبلغ الخوف من سكان القاهرة أن أحداً لم يجرؤ أن يمشي ليلا بسيارته في شارع من أهم شوارع مصر، شارع صلاح سالم!

وقالوا الجن والعفاريت وقالوا بل سكان الكواكب.. ولكن أحداً لم يتهم القضاة ولا اتهمني. والغريب أن قصصاً مماثلة ظهرت في كل المدن المصرية.. فتيات بنفس الصورة.. هل هو استعداد الناس لقبول الخرافة وصنعها.. وظهرت هذه الحكاية في أحد الأفلام أيضاً، وكما ظهرت الحكاية فجأة اختفت فجأة أيضاً.. تماماً كالأطباق الطائرة في الأزمات والاضطرابات النفسية للشعوب..

فكما أننا حريصون على التقدم العلمي فنحن حريصون أيضاً على الانتكاسة الخرافية!