الحوار مع إيران

TT

يطالب الدكتور اياد علاوي بحوار عربي ـ إيراني، لأن لدى إيران ملفات ومشاكل في العراق، والإمارات، وفلسطين، وجميع تلك الملفات متداخلة، وبالتالي فإن الحوار سيحل تلك العقد.

وبالاضافة لما قاله الدكتور علاوي فإن مشاكل الإيرانيين تمتد إلى دول الخليج، متفاوتة بين احتلال، وأعمال زعزعة، وغيرها، والأمر نفسه في لبنان، واليمن وغيرهما. وهذا ما يؤكد أن مشكلة إيران ليست مع السعودية فقط، أو مصر، كما تحاول دمشق إقناعنا، بل مع جل دول العالم العربي.

إيران ليست دولة عظمى، لكن لها هدفا محددا، وتعتمد على بعض جماعات ترى أن تبعيتها الطائفية لإيران تمنحها قوة ومكانة، علما أن السواد الأعظم من أبناء الطائفة الشيعية، على كافة المستويات، يعون ودائما ما يحذرون ويتصدون لخطورة نظام طهران الحالي.

مشكلة إيران الحقيقية تكمن في رغبتها بالتوسع في العالم العربي، واستئناف تصدير ثورتها الإسلامية. كثر منا ينسون أن مشكلة إيران الأساسية منذ ثورة الخميني كانت في تصدير الثورة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهذا ما يبدو أن نظام نجاد ومن خلفه يسعون لتطبيقه الآن.

السؤال هنا لماذا، وما الذي تغير؟ الإجابة واضحة، النظام الإيراني وجد في سقوط صدام حسين فرصة مواتية لسد الفراغ الناجم بالمنطقة، وبسط نفوذه على العراق، والأمر نفسه في أفغانستان.

فقد قدمت واشنطن لطهران خدمة العمر عندما أزالت ألد خصومها، صدام في العراق، وطالبان في أفغانستان. الصراع ليس أميركيا ـ إيرانيا كما يريد البعض تصويره، بل ان إيران ترى أنها فرصتها التاريخية لبسط نفوذها على العراق وأفغانستان، والتمدد في المنطقة استغلالا للفراغ، والصدمة التي أربكت العرب يوم سقوط بغداد.

أرادت إيران استكمال ما بدأ من تصدير للثورة بعد وصول الخميني للحكم، وتعطل لعدة أسباب منها حرب السنوات الثماني مع العراق. وبعد ذلك العقلانية التي أظهرها كل من هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي فترة رئاستهما لإيران.

كان عراب التقارب يومها هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، يوم كان وليا للعهد. في ذلك الوقت كانت واشنطن تريد شهادة سعودية على أن طهران تقف خلف تفجيرات الخبر، وكان السعوديون يعلمون أن ذلك يعني حربا على إيران. ولم تمنح الرياض تلك الشهادة لواشنطن.

وفي فترة خاتمي كان التقارب المصري ـ الإيراني يكبر، مع خلافات بسيطة، أحدها يروي كل شيء. يومها وعد خاتمي بتغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم قاتل الرئيس السادات، لكن الأمر عطل بسبب عمدة طهران. هل تذكرون من هو؟ أحمدي نجاد!

المشكلة مع إيران ليست مشكلة حوار، بل هي أزمة الرغبة الإيرانية في التمدد عربيا. طهران تريد السيطرة على دول المنطقة، وأهدافها واضحة، وإلا كيف نفسر المظاهرات الإيرانية ضد «غوغل» على مسمى الخليج العربي؟ هذا ليس سلوك من يريد التقارب، بل من ينطلق من تعصب قومي، أما دينيا، فما خفي كان أعظم.

تغيير السلوك الإيراني من دون حرب، لن يأتي إلا من داخل طهران، أو بموقف سعودي ـ مصري تظهر نتائجه على الأرض، لكن بعيدا عن خدع دمشق!

[email protected]