محاولة استثمار انقلاب حزب الله

TT

مع احتدام تشكيل الحكومة اللبنانية تبرز تصريحات هنا وهناك بين الأطراف المتنافرة، حيث أن كل طرف يبرر مواقفه إما اعتمادا على اتفاق الطائف، أو على ما جرى في الدوحة. إلا أنه من الواضح أن المعارضة، وتحديدا حزب الله، ترتكز فقط على انقلاب 7 أيار واحتلال بيروت.

كيف نفسر تنبيه النائب البرلماني عن حزب الله، حسن فضل الله، للأكثرية بأنهم: «إذا اقتنعوا واهتدوا مشينا معهم في طريق طويل نبني معا الدولة والمجتمع ونعيش أعزاء وسعداء. وإذا لم يقبلوا التجربة الماضية فلن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً أو يغيروا شيئا».

والأخطر منه ما قاله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بأنه: «لا يجوز تغييب التوقيع الشيعي عن القرار الحكومي»، ودعوته إلى «استحداث موقع نائب رئيس الجمهورية ليكون من حصة الشيعة كي يشاركوا في القرارات إذا لم تعط وزارة المالية للشيعة».

ولم يقف الشيخ قبلان عند ذلك بل انه تحدث عن العدل والداخلية، وضرورة وجود قضاة وضباط محايدين لأنه لا يجوز أن يكون أبرياء في السجن من دون محاكمة عادلة، بحسب تعبيره. وما يريده الشيخ قبلان هو اطلاق سراح الضباط الأربعة المحتجزين على خلفية قضية اغتيال رفيق الحريري. وهذا أمر مريب، ويشي بأمور أكبر في قادم الأيام. كما انه من الواضح أن هناك توزيع ادوار من قبل حزب الله والمحسوبين عليه.

الشيخ قبلان الذي شن هجوما على مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني يوم حذر من فتن انقلاب 7 ايار بالقول «إذا ارتضى بعض الزعماء أن يكونوا أدوات تحقيقاً لأهداف إسرائيل، فهل يجوز لمن هم في الموقع الديني الانجرار وراءهم وتغطيتهم بخطاب غرائزي لاستثارة المشاعر».

ولم يكتف بذلك بل دافع عن إيران ردا على وليد جنبلاط عندما طالب بطرد السفير الإيراني، قائلا بأن تلك دعوات مشبوهة «تدرج في اطار التحريض الممنهج أميركياً وإسرائيلياً..». كل ما سبق يوحي بأن حزب الله وأعوانه يتصرفون على أساس انقلابهم واحتلالهم لبيروت، لا على أساس اتفاق الدوحة.

حزب الله وأعوانه يريدون الوزارات السيادية، واستحداث منصب نائب رئيس جمهورية شيعي، ويتشدقون بعبر ما جرى في بيروت بدلا من الاعتذار عما ارتكبوه. لما لا، أولم يقل حسن نصر الله في خطابه الأخير لمريديه «لقد وعدتكم بالنصر»، متحدثا عن شهدائه، مقابل ضحايا الطرف الآخر، وهذا يعني أن المحسوبين عليه هم الشهداء، وغيرهم أقل درجة في الحياة وفي الممات!

خطورة كل ما سبق انه يزيد نكء الجراح، ويرسخ قناعة الآخرين بضرورة تكديس السلاح والاستعداد، طالما لا شيء يضمن أن حزب الله لن يعود إلى ما فعله من قبل، خصوصا أن أعوان الحزب ما فتئوا يذكرون خصومهم بانقلاب بيروت. خطورة ما سبق ليس لأنه جاء من نائب للحزب، بل لأنه صدر عن رجل بحجم ومكانة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان.

[email protected]