قالت: بل أنا أعز الناس!

TT

لم تنس أنها امرأة:

لا سميراميس ملكة بابل ولا كليوبطره ملكة مصر ولا بلقيس ملكة سبأ ولا شجرة الدر ملكة مصر أيضاً.

فكن يدرن شؤون الدولة في الحمام. مع العطور والزيوت والبخور والأغاني أثناء الاستحمام. وكانوا يعرفون أن جلالتها إذا كانت في الحمام فهي لطيفة رحيمة. أما إذا خرجت من الحمام فهي صارمة. وكذلك كان نابليون أيضاً إذا جلس وتمدد كان لطيفاً وإذا وقف فيا لطيف.

شجرة الدر المصرية ـ الأصح أن يقال شجر الدر ـ حكمت مصر ثمانين يوماً. مرض زوجها ومات ودفنته سراً. ولم تشأ أن تعلن ذلك حتى جاء من يتزوجها. ولما علمت أنه يفكر في الزواج قتلته بالقباقيب. ولكنها لم تحسن حكم البلاد فلا تجربة لها. ولما ضعفت وتعذبت من الشك وسوء الظن فيمن حولها أفلحت الزوجة الأولى في قتلها بالقباقيب أيضا وألقت بها في الطريق العام!

وشجر الدر هي أول من استخدمت المرأة للتجسس على المرأة وعلى الرجال. وكانت تعطي الأموال الكثيرة للجواسيس حتى يأتوها بأدق الأسرار. وسلطت الرجال المشايخ على المماليك والمماليك على الفلاحين والفلاحين على الجنود. ولما علمت أن أحد المماليك يملك عشرات من الفتيات لاستحمام وتجميل زوجته استولت عليهن جميعاًَ!

ولما قال العراف لشجر الدر إن أول امرأة تدخل غرفتها اليوم تخفي سكيناً في ملابسها أمرت بقتلها. وحزنت حزناً شديداً فقد قتلت أختها ولم تجد في ملابسها سكيناً فقتلت العراف ووجدت في ملابسه سكيناً! وكانت تمضي ساعات في الاستحمام وتقف أمام المرآة وتنظر إلى نفسها طويلا ولما سئلت: لمن كل هذا الجمال والأناقة؟ قالت: لأعز الناس. فسئلت: ومن أعز الناس, قالت: أنا.