طالب سعودي في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي

TT

تلقى أحد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية «عذبي عبادة الشمري» دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي القادم في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، تقديرا لتفوقه الدراسي وحصوله على معدل امتياز، بحسب خبر نشرته صحيفة «الرياض» السعودية الأحد الماضي.. فإذا أخذنا في الاعتبار أن حفل تنصيب رئيس أمريكي يعتبر من أهم المناسبات الأمريكية يمكننا أن ندرك حجم التقدير المعنوي الذي يحظى به المتفوقون في المجتمعات الغربية، وهذا هو سر تفوقهم، وسر تقدمهم، بل وسر أسرار قوتهم، فهم يحترمون التميز والتفوق والنبوغ، ويسعون إلى رعايته وتشجيعه واستثماره..

وإذا اقتربنا بالرؤية إلى حدود عالمنا العربي لتلمس أحوال المتفوقين ورعايتهم، فإننا قد لا نجد أكثر من احتفالات مدرسية متواضعة يتلقون خلالها شهادات تقدير لا تتجاوز أهميتها قيمة الحبر الذي كتبت به، فلم أسمع أو أعلم، وأنا المتابع للكثير من أخبار الجامعات العربية قصص نبوغ وتفوق تجاوزت سمعتها حرم تلك الجامعات، رغم يقيني بوجود الكثير من النوابغ على مقاعد جامعاتنا العربية، وكذلك الكثير من النوابغ الذين تعثروا في الوصول إلى الجامعات، واختفوا في زحام المدن، ولهاث الحياة..

النابغة، المتفوق، الموهوب ثروة ينبغي إشعارها بقيمتها، وأهميتها، وتوقعات دورها، كما ينبغي إحاطتها بكل الحوافز والدوافع والتعزيزات لتحقيق تطلعاتها، ورعاية أحلامها، فالاستثمار في العقول هو الأمثل والأفضل والأكثر ضمانا.. ولست أدري أي أفكار ستدور في ذهن الطالب «عذبي عبادة الشمري»، وهو يجلس على كرسيه في أكبر احتفالات أمريكا في يناير (كانون الثاني) المقبل جنبا إلى جنب مع أهم الشخصيات في مختلف حقول العلم والسياسة والأدب والفن والاقتصاد في مهرجان تنصيب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. من المؤكد أنه سيتلقى شعورا معززا، يسهم في تقدير الذات، ويدفع إلى المزيد من الطموح والتميز، والسؤال: من سيمنح أمثال «عذبي» في مجتمعاتنا العربية مثل ذاك الشعور؟!

أعرف أن ثمة إنفاقا سخيا على التعليم في بعض الدول العربية، ففي السعودية خصص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز 9 مليارات ريال لتطوير التعليم، كما شرع الشيح محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم دبي في إنشاء صندوق بعشرة مليارات دولار لدعم التعليم في المنطقة، والمطلوب اليوم من رجالات التربية والتعليم أن يستثمروا مثل هذا الدعم في إيجاد بيئات تعليمية واجتماعية راعية وداعمة للمتفوقين، وأن يكون لهؤلاء حضورهم البارز في حياتنا وإعلامنا ومرايا مجتمعاتنا..

فهل نفعل؟ ومتى؟!

[email protected]