البيت «الأبيض»؟

TT

تساؤلات في أميركا وخارجها: لماذا لم ينتق الديموقراطيون هيلاري كلينتون؟ لأنهم غير مستعدين بعد لاختيار امرأة؟ هل بسبب اداء زوجها خلال الحملة؟ أحب ان اتبرع بجواب ساذج: لماذا ينتخب الديموقراطيون هيلاري كلينتون؟ هل لمجرد انها امرأة؟ هل لأنها زوجة رئيس سابق، ناجح وساحر؟ هل يدخل الزواج في الكفاءة؟ ألم يكن اينشتاين وتولستوي وروزفلت يهربون من زوجاتهم؟ ان اقصى ما حلمت به الفراو كول، زوجة موحد المانيا هلموت كول، هو ان تضع كتابا عن الطبخ الالماني. وكان المستشار يعشق المطبخ الايطالي.

اعتقد ان جورج بوش هو ناخب باراك اوباما الاول. تجربة الوراثة اسقطت السيدة كلينتون ونقلت اميركا من عالم الرجل الابيض دفعة واحدة. قربى الزواج نفعت في سري لانكا عندما خلفت السيدة باندرا نايكه زوجها. لكن زوج مارغريت ثاتشر كان يمشي خلفها وزوج بنازير بوتو كان في السجن وزوج انديرا غاندي كان في العزل او الهجر. وعندما فكرت سونيا غاندي في وراثة زوجها راجيف بدا الحلم تحديا لعموم الهند وتراجعت.

العقد الزوجي ليس تأهيلا لرئاسة بلد مثل اميركا يمر الآن في ذروة محنته الامبراطورية. والسيدة كلينتون لم تثبت انها حلم المرأة ولا استطاعت ان تقنع الرجل. انها مشروع بلدي عادي حاول يائسا مواجهة حلم تغييري ان من خارج الأسن السياسي الذي غرقت فيه واشنطن. يذكر الى حد بعيد، ولو بكفاءات اكثر عمقا، بمجيء جيمي كارتر من قرية بلينتر ومزارع الفستق في الجنوب البائس. ومن الصعب تحديد المزاج النهائي للناخب الاميركي منذ الآن لكن يبدو وكأن ابن ذلك الكيني سوف يغير لون البيت الابيض العام المقبل. هذه المرة لا تأتي افريقيا الى اميركا في قارب الاستعباد والرق بل وهي ترقص رقصة «الاوهورو» او الحرية، التي اطلقها جومو كينياتا قبل اكثر من نصف قرن في ادغال وبوادي «الماو ماو».

لا بد ان نتخيل ماذا يخامر عقول وافئدة افارقة اميركا واهل القارة السمراء، وقد هزم باراك اوباما زوجة بيل كلينتون. سوف نرى نلسون مانديلا يتقدم الضيوف في خطاب التنصيب، اذا تم الأمر.

لقد اغتالت اميركا ابراهام لنكولن لأنه اراد حرية العبيد وقتلت مارتن لوثر كينغ لانه حلم بحقوق السود. لكن نحن الآن على مسافة طويلة جدا من زمن الالوان الفاتحة والداكنة: خلفت كولن باول في وزارة الخارجية سيدة من ذات البشرة. وقبل ذلك كان الجنرال باول قد اصبح رئيس الاركان في قوات مسلحة لا تزال تقسم فرقها وفقا لالوان الولادة وطبيعة العرق.