ولكن الاسم يعجبني!

TT

بعد عشرين عاماً من الزواج رزقه الله بطفله سماها: سميراميس. ولما سألته: ولماذا هذا الاسم الغريب؟

قال: إنها إحدى آلهات الأسماك. وفيها كل صفات الأسماك. السباحة والنعومة والرقة. ثم إنها تحمي الذين يستحمون في الماء وملكة جمال! إلا إذا كان لك رأي آخر..

وقلت: ليس لي رأي آخر، ولكن ديودور الصقلي يرى أنها أسطورة الزمان. فقد ألقوا بها في الصحراء وهي طفلة فكفلتها أسراب الحمام. فرشوا لها الريش سريراً وظللوها من أشعة الشمس. وحركوا أجنحتهم كأنها أجهزة تكييف فكانت تنام سعيدة هانئة. واهتدى إليها أهلها.. وجعلوها أميرة.. وزوجوها من أمير. وجاء قائد عسكري وقتل زوجها. وصارت ملكة وحاول أخوها أن ينافسها فقتلته. وتزوجت ومرض زوجها وحكمت الإمبراطورية كما فعلت شجرة الدر المصرية. وطغت وبغت. ولم يفلحوا في القضاء عليها. هل أكمل القصة.

قال: نعم إنها رائعة.

قلت: وكانت من عاداتها أنها تركب حصانها وفي يدها كرباج وسيف. وكانت تمشي في الأسواق وتختار أجمل الشبان، وتأخذه معها فإذا طلع النهار قتلته. وراحت تبحث عن غيره. وفي إحدى المرات اختارت أربعة من الشباب تظاهر واحد منهم بأنها أسكرته بجمالها وأحضانها وقتلها. وكانت لها معابد وعلى أبواب المعابد صورها وحياتها وصور لطغيانها وقوتها وسحرها. هل هذا يكفي؟

فقال: ولكن كتب عنها فولتير وجعلها روسيني أوبرا موسيقية. وأهم من كل ذلك أن ابنتي هي الوحيدة التي اسمها سميراميس وهذا يكفي..

قلت: ما دام هذا رأيك.. ولا يهمك أنها رمز للدم والوحشية.. وأنها قتلت ألف شاب ولو اتسع عمرها لقضت على كل الشباب..

قال: أشكرك. ولكن الاسم يعجبني..