يوم البيئة العالمي: اكسر العادة.. 80 طريقة للاحتفال

TT

تحظى قضية حماية البيئة باهتمام عالمي متزايد، وبخاصة مع التحديات البيئية التي تواجه العالم الآن، والتي من أهمها التغييرات المناخية والاحتباس الحراري، والتي تتطلب جهوداً فعلية ملموسة تضمن الأمن والرخاء لشعوب العالم.

ويوم البيئة العالمي الذي يحتفل به كل عام في الخامس من يونيو، يعد إحدى الوسائل المهمة لتوعية أفراد المجتمع بالقضايا والتحديات البيئة التي تواجه العالم، وتعزيز الاهتمام والعمل على مواجهتها، وشعار يوم البيئة لهذا العام هو «فلنكسر العادة.. نحو اقتصاد أقل اعتمادا على الكربون» Co2 Kick the Habit، وذلك لتحفيز العمل على مواجهة تحدي المناخ الذي يواجه الأجيال الحالية ويتطلب مشاركة كافة أفراد المجتمع من أجل احداث تغييرات إيجابية في مجال الحفاظ على البيئة وإدارتها.

وقد بدأ الاحتفال بيوم البيئة العالمي في عام 1972، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيو «يوماً عالمياً للبيئة»، وذلك في ذكرى افتتاح مؤتمر استوكهولم حول البيئة الإنسانية، كما صدقت «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في هذا اليوم على قرار تأسيس «برنامج الأمم المتحدة للبيئة».

وقد أعد «برنامج الأمم المتحدة للبيئة» أكثر من 80 طريقة للاحتفال بيوم البيئة العالمي لهذا العام، والذي ستجرى الاحتفالات الدولية الرئيسية به في نيوزيلندا، وتهدف هذه الطرق لتزويد الأفراد بالمعلومات الخاصة بالحفاظ على البيئة بأسلوب شيق ومرح، ومنها: استبدال مصابيح الإنارة الكهربائية بأخرى موفرة في استهلاك الطاقة، واستخدام وسائل النقل المستدامة (السير، الجري، ركوب الدراجات، النقل بالسيارات بنظام التناوب)، تجنب الأكياس البلاستيكية، تثقيف بيئي في المدارس، تشجيع الدخول على مواقع البحث في الإنترنت ليوم البيئة العالمي، توزيع الكتيبات والملصقات البيئية، تي شيرتات عليها رسوم أو كلمات حول الموضوعات البيئية، تغطية وأنشطة إعلامية تشمل لقاءات وبرامج في الإذاعة والتليفزيون ومقالات في الصحف حول البيئة، إلى غير ذلك من طرق يمكن التعرف عليها بالدخول على الموقع الإلكتروني الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة وهو: (www.unep.org)

وتعد قضية الانبعاثات الكربونية وكيفية التخلص منها من القضايا البيئية المهمة التي تحظى بمناقشات واهتمامات عالمية متزايدة، حيث يقوم البنك الدولي حالياً بتوفير فرص للبلدان النامية للحصول على تمويل لخفض الانبعاثات الكربونية بغرض مساندة الأهداف الإنمائية المنخفضة الكربون. ففي تقرير صدر مؤخراً عن البنك الدولي بعنوان «تقرير النمو: استراتيجيات النمو المطرد والتنمية الشاملة» يقول التقرير إن البلدان النامية سريعة النمو، مثل الصين والهند اللتين تتسببان في اطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، يجب أن تشارك بفاعلية في الجهود المبذولة لتخفيف الاحتباس الحراري من أجل نجاح العالم في هذا المجال. إلا أن هذه البلدان تقاوم هذه الجهود لأن التزامها بالحد من انبعاثات هذه الغازات سيؤدي من ناحية الى تهديد نموها الاقتصادي، ولأنها تعتبر من ناحية أخرى أن هذه الالتزامات غير منصفة، لأن البلدان المرتفعة الدخل مسؤولة عن انبعاث معظم ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي. ويضيف التقرير أنه يجب على بلدان العالم أن تقوم ببحث تطبيق ضريبة عالمية على الكربون أو نظام فرض الحد الأقصى للكربون والمقايضة، الذي يتيح للدول إطلاق كمية محددة من ثاني أكسيد الكربون أو بيع التصاريح الخاصة بذلك الى دول أخرى، وضرورة منح الدول النامية تصاريح كافية خاصة بمستويات انبعاثات غازات الدفيئة من أجل تمكينها من تحقيق النمو الاقتصادي.

وخلاصة القول، ان يوم البيئة العالمي يجب أن يكون مناسبة مهمة للتفكير في إيجاد وسائل وطرق متميزة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للتغييرات المناخية والاحتباس الحراري، مع دعم الجهود الرامية لتحقيق كفاءة استخدام منتجات الطاقة وتقنيات الحد من انبعاث الكربون، وأيضاً مناسبة لتشجيع الأفراد ليصبحوا شركاء فاعلين في الحفاظ على البيئة وحسن إدارتها، بإحداث تغييرات إيجابية في سلوكياتهم تجاه قضايا البيئة، والدعوة إلى شراكة عالمية لضمان تحقيق الأمن والرخاء لشعوب العالم جميعاً.

* كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية