ولكن الرئيس بوش لم يكذب (1 ـ 3)

TT

لم تصدمني عبارة أو إشارة من كل ما قاله الرئيس بوش في إسرائيل أو في مصر أو حتى قبل أن يغادر بلاده.. فهو يكرر ما سبق أن قاله. ولم يعجبنا. فهذا شأننا، فالرجل متعصب. وهذا شأنه، ولم يخف هذا اليقين. فهو من أول لحظة قال إن الذي بيننا حرب صليبية. وليس صحيحاً ما قالوه تصويبا أو تعديلا لهذه العبارة التي صدمت المسلمين في كل مكان. فهم يرون أن الحروب الصليبية قد مضت وانقضت وهي غلطة.. لأن الحروب لم تنقض.. وأن الحرب بين الأديان معلنة. والرئيس الأمريكي مسيحي مؤمن.. ويرى أن هذا واجبه. غلطان؟ ليس غلطاناً..

وما قاله في إسرائيل ليس مفاجأة. ويجب ألا يكون مفاجأة. فمساندة أمريكا لإسرائيل من ثوابت السياسة الأمريكية، رئيساً بعد رئيس.. انتهى.

وأية محاولة لإفساد هذه العلاقة وهم عظيم. فإسرائيل تمثل لأمريكا علاقة هامة جداً، فاليهود قوة في أمريكا وفي العالم أيضاً. رضينا أم لم نرض. ولا بد أنهم بذلوا جهوداً سياسية وعلمية واقتصادية جبارة حتى كان لهم هذا الموقف الثابت. ولم نفلح نحن في أن يكون لنا شيء من ذلك. غلطة من؟ غلطتنا. وهل حاولنا إصلاحها؟ الجواب: لا.. وما قاله الرئيس بوش في الكنيست الإسرائيلي هو خلاصة ما قاله على مدى ثماني سنوات. لم يغير حرفاً! ومن قبله أعلن الرئيس السادات في الكنيست بمنتهى الشجاعة والأمانة كل ما قاله في مصر من أنه جاء من موقع قوة وأنه لم يأت لحل منفرد.. وأنه لا سلام إلا بحل القضية الفلسطينية، وصدقته إسرائيل. ولكن لم يصدقه ياسر عرفات ورأى أن السادات باع سيناء وباع طابا على حساب فلسطين. وعرفنا في ما بعد من الذي باع ومن الذي خدع الشعب الفلسطيني!

وسوف يصدمنا وهم جديد وهو أن الرئيس القادم لأمريكا سوف يقول رأياً آخر. أبدا. بل سيكرر ما قاله بوش وكل الرؤساء. فهل سنبحث عن حل وعن أسلوب وطريقة لحل القضية الفلسطينية؟ الجواب: لن يحدث!