أروع الروايات في التاريخ

TT

كان أستاذنا عباس العقاد لا يصبر على قراءة الروايات.. وإنما يستريح إلى الأبحاث والدراسات التحليلية. ولكن أنا عندي صبر وأرى في ذلك متعة مؤكدة لأنها تنتزعني من واقعي وتحشرني في واقع آخر أعمق وأجمل..

وقد سئلت أخيراً ما هي أحسن عشر روايات أحببتها وأدعو غيري إلى قراءتها.

وأنا أعرف ماذا أحببت ولماذا؟ ولكن لا أعرف ما الذي يعجب الناس. فكل واحد له نظر ونظرية ورؤية ورأي. ولذلك لا أنصح أحداً وإنما أختار ما أعرف وما أعجبني وما تترك في نفسي من أثر عميق، وأكثرها روايات أجنبية. وعلى الرغم من أنها أجنبية الأسماء والمواقع، فإن معناها الإنساني شامل، ولذلك هي تتجه إلى كل الناس. وهذا هو المعني الباقي للأدب والفن.. إنه خاص شخصي ولكن آهاته ومعانيه إنسانية واسعة.

اختار 1 ـ رواية «أنا كارنينا» لتولستوي، 2 ـ الإخوة كرامازوف لدستيوفسكي، 3 ـ وكل قصص تشيخوف، 4 ـ مدام بوفاري لفلوبير، 5 ـ «فتاة روما» لالبرتو مورافيا. وأنا الذي قدمت مورافيا إلى اللغة العربية وترجمت له أربعين قصة قصيرة ورواية «فتاة روما» واستضفته هو وزوجته الثانية، 6 ـ «لوليتا» لنابوكوف، 7 ـ «الغريب» لألبير كامي، 8 ـ «دون كخوته» لثرفانتس، 9 ـ قصص الأخوين جريم، 10 ـ ألف ليلة وليلة.

ومعظم هذه الروايات قد سجلت على أسطوانات أو على «أي ـ بود»، ولكن لم أجد متعة قوية عميقة عند سماعها كالتي وجدتها عند قراءتها، بل إن بعض هذه الروايات بعد أن سمعتها عدت إلى قراءاتها وأنا مبهور بالروعة والجمال والبلاغة والإبداع لهؤلاء العظماء.

وأذكر أن الرئيس عبد الناصر طلب عن طريق الأستاذ الكبير مصطفى أمين أن أبعث له برواية د. جفاجو من تأليف باسترناك. وأمضيت ليلة أمحو كل العلامات التي تدل على إعجابي بالمؤلف المتمرد على الشيوعية ـ طبعاً لا خوفاً من الشيوعية!

ورغم أن باسترناك قد حصل على جائزة نوبل عن هذه الرواية إلا أنها لا ترقى إلى ما أبدعه العظماء الروس: تولستوي ودستيوفسكي وتشيخوف. فأنا أحبها كأنني ما زلت خائفاً!