فاروق الباز

TT

  احتفلنا فى شهر أبريل الماضى بيوم التراث العالمي وهو احتفال يقام فى الدول التى توجد بها مواقع أثرية تحت حماية اليونسكو ويتم وضع هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمى. وقد بدأنا نحتفل بهذا اليوم منذ حوالى أربع سنوات وفى هذا اليوم نقوم باختيار منطقة أثرية من مناطق التراث العالمى ونلقى عليها الضوء من أعمال الترميم التى تتم بالموقع وكذلك الاكتشافات الأثرية التى تتم داخل هذا الموقع وقد تم من قبل اختيار الجيزة وسقارة وهذا العام تم اختيار سيناء ودير سانت كاترين وأخميم. وقد كان الاحتفال داخل قاعة مفتوحة بالمتحف القبطى الذى تم تطويره وأصبح من أهم المتاحف الذى تعرض داخله قطع فريدة من الفن القبطى.

ونقوم كل عام باختيار إحدى الشخصيات التى لعبت دورا هاما فى سبيل حماية التراث العالمى وقد بدأنا بتكريم فاروق حسنى ليس بصفته وزيراً للثقافة ولكن لمواقفه لحماية تراث مصر حيث أننا وجدناه يضحى بمنصبه كوزير ويقف موقفاً معارضاً لصلة الطريق الدائرى التى كانت تهدد الأهرامات بالإضافة إلى دوره فى تعديل وصلة الطريق الغربى الذى كان سوف يمر على منطقة أبيدوس الأثرية.

وبعد ذلك تم تكريم د. ثروت عكاشة لدوره فى وضع البنية الأساسية للثقافة وإنقاذ آثار أبو سمبل ود. نعمات فؤاد لصوتها العالى فى حماية التراث حتى أنها كانت تهاجم وزارة الثقافة فى العديد من المشروعات مثل هضبة الأهرام وغيرها، ورغم ذلك وبكل تقدير نقدم لها الميدالية الذهبية اعترافاً بالدور العظيم والرائع. وبعد ذلك تم اختيار د. رشدى سعيد لدوره فى حماية النيل وحماية تراث مصر. أما هذا العام فقد اخترنا صديقى الدكتور فاروق الباز وأعتقد أننا كلنا نعرف هذا الاسم ونعرف مدى بساطة هذا الرجل الذى أمضى عمره فى أمريكا وتزوج سيدة فاضلة أمريكية ورغم ذلك لا نجد التواء فى لسانه وهو يتحدث الإنجليزية بل لازال ابن البلد البار والذى أحس من تصرفاته أنه لم يخرج من مصر إطلاقاً وهذا شىء عظيم، هذا بالإضافة إلى أنه قد عمل فى مؤسسة ناسا وكان له دور كبير جداً فى كل الدراسات الجيولوجية واستطاع أن يحفر اسمه فى المريخ وتصل شهرته إلى كل مكان سواء فى العالم العربى أو الغربى وقد قام بأعمال علمية للآثار عندما رأس فريق علمى لدراسة المركب الثانية الموجودة جنوب هرم الملك «خوفو» وغرب الحفرة الأولى وعرفوا أن هناك حشرات تمشى على الأخشاب عندما فتحت حفرة المركب خطأ ودخلت إليها الحشرات، وتلوث الهواء القديم بالهواء الحديث ويعمل الآن لتشكيل فريق علمى لنقل المركبة الحالية إلى متحف خاص داخل المتحف المصرى الكبير. وقد عرفت فاروق الباز منذ عام 1977 عندما قابلته لأول مرة بمتحف السمسونيان ولا أنسى عندما زارنى منذ سنوات ليقدم لى CD ويقول لىّ أن اسمى قد اختير ليوضع فى CD على كوكب المريخ.. فاروق الباز شخصية علمية مميزة يصعب تكرارها فى هذا الزمن الصعب... ولذلك نقدم له وبكل الاحترام وسام الحب والتقدير فى يوم التراث العالمى.

www.guardians.net/hawass