يا ليتنا من صباحكم سالمين

TT

هل لاحظتم مثلي أن مذيعي نشرات الأخبار الصباحية في التلفزيون أو الراديو يبدأونها بعبارة: صباح الخير، وبعضهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم من حيث يدرون ولا يدرون يقدمون لنا أخبار الويل والثبور وعظائم الأمور من القتل والتدمير والتشريد؟!

يا ليتنا من صباحكم وخيركم وسلامكم سالمين.

**

محسوبكم أراد أن يتعلم الطبخ، بل ويتفنن به، وبما أنني من المؤمنين بالحديث الشريف القائل بما معناه: إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه، لهذا أردت أن اعمل وأتقن الطبخ على أصوله وليس (أي كلام).

لهذا لجأت إلى مجلة متخصصة بالطبخ، وهذا ما حصل، وسارت الأمور كلها على ما يرام، وبعد أن انتهيت من الخطوة الأخيرة، ثم بعد أن تيقنت من أن المدة المفترضة أو المقررة قد انتهت أقفلت القدر، وضبطت ساعتي، وذهبت إلى الصالون لآخذ وقتاً مستقطعاً للمتعة الموسيقية والجسدية، وبعد أن تيقنت أن المدة المفترضة أو المقررة قد انتهت رجعت إلى المطبخ، وإذا البخار من شدته يكاد يقتلع غطاء القدر، وإذا روائح (الشياط) تكاد أن تزكم الأنوف من قوتها.

أطفأت النار سريعاً مستغرباً مما حصل، إذ أنني راعيت خطوات التعليمات بدقة بالغة.

احترقت الطبخة عن بكرة أبيها ومعها القدر، والحمد لله أن أصابعي خرجت من ذلك الحريق سليمة.

عدت إلى المجلة أراجع التعليمات ووجدت أنني لم أخطئ لا في المقادير ولا في الوقت، ولكن بصري وقع فجأة على سطر صغير في نهاية الصفحة، وفيه الملاحظة التالية: نعتذر فقد وقع خطأ مطبعي لم نستطع تداركه، فبعد المرحلة الأخيرة من وضعك للبهارات (يا سيدتي)، عليك أن تنتظري فقط 22 ثانية ثم ترفعي القدر من على النار، وليس 22 دقيقة، مثلما كتب، لهذا نعتذر.

وهكذا حظي هو دائماً، حتى في الطبخ: مايل ومحروق.

وخطأ هذه المجلة يهون عند خطأ مجلة خليجية دينية رصينة، أكثر زبائنها من المشايخ وطلبة العلم، وكانت في تلك المجلة صفحتان (لربة الأسرة المسلمة)، تطرح فيها لها كل ما يخصها من تربية الأولاد والخياطة والغسيل والطبخ، وجاء في نصف صفحة بأحد الأعداد وصفة لعمل (تورتة أو كعكة)، ويبدو أن المشرفة الطبية قد نقلت تحضيرها بحذافيرها من مجلة أجنبية.

المهم انه ورد في نهاية التعليمات الجملة التالية: بعد أن تنضج التورتة عليك يا سيدتي حفظك الله أن تصبي عليها قليلاً من (الكونياك)!

**

قال لي: الحب لا يموت أبداً من تلقائه، لكنه يموت لأننا لا نعرف كيف نفجرّ ينابيعه.

قلت له: اتركني يا شيخ في حالي، (ماني ناقص).

[email protected]